تعثّر تفاهمات «الجيش الوطني» - «قسد»: الكرد يعودون إلى القتال

الجمعة 06 كانون الأول , 2024 09:25 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

الحسكة | اتهمت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، فصائل عملية «فجر الحرية»، بالإخلال باتفاق إجلاء مدنيّي تل رفعت وريف حلب الشمالي، واختطاف عدد من العوائل ونقلها إلى أماكن مجهولة، وذلك بعد تفاهمات على إجلائها إلى مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا. وقالت «قسد»، في بيان، إن «فصائل مرتزقة تابعة لجيش الاحتلال التركي نفّذت حملة اختطاف واستبعاد واسعة في صفوف المدنيين المحاصرين في مناطق الشهباء، مختطفة أكثر من 120 آلية كانت في اتجاه مناطق شمال شرق سوريا، ونقلتها إلى جهة مجهولة بالقرب من منطقة الشيخ نجار». وأضافت أنه «بهدف الاستبعاد، احتجزت تلك المجموعات أكثر من 15 ألفاً من المدنيين في ظل ظروف حصار وتجويع فُرضت عليهم، ومنعهم من الحصول على المياه والغذاء».
وبالتزامن مع ذلك، هاجمت «قسد» عدداً من مواقع مسلحي «فجر الحرية» في منطقة دير حافر والخفسة وسيطرت عليها وعلى محطة المياه المسؤولة عن تغذية مدينة حلب وريفها بالمياه، وسط أسر عدد من العناصر في المنطقة. وفيما نشرت وسائل إعلام تابعة لـ«قسد» مقاطع مصوّرة من داخل حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، أظهرت قناصين من «الوحدات» الكردية ينتشرون على أسطح الأبنية، سرت معلومات عن هدنة غير معلنة مع «هيئة تحرير الشام» التي أكّدت أنها لا تريد قتال الكرد.
من جهتها، تقول مصادر مطّلعة، في حديثها إلى «الأخبار» إن الفصائل المسلحة أوقفت العمل بالاتفاق بعد انسحاب عناصر «قسد» وعوائلهم، وسط اتهامات للأخيرة بإرغام سكان المنطقة على الخروج منها، لافتة، في حديثها إلى «الأخبار»، إلى أن «الفصائل لا تريد للكرد إخلاء المنطقة، لإظهار أن تصرفاتها قد تغيرت، وأنه لن تكون هناك انتهاكات بحق المدنيين الكرد». وتضيف المصادر أن «هذا الأمر تريد الفصائل البناء عليه لطمأنة أهالي مناطق قسد إلى أنها لن تقوم بتهجيرهم من مناطقهم، في حال شنّ هجمات جديدة ضد الإدارة الذاتية»، مستدركةً بأن «المعلومات متضاربة حول إمكانية شن عملية ضد الأخيرة في ريفي حلب والرقة من عدمها».

يبدو أن «مجلس دير الزور العسكري» يتحضّر لشن هجوم جديد في محيط القرى السبع

إلى ذلك، نشرت صفحات معارضة معلومات عن «حل الخلاف» بين «غرفة عمليات ردع العدوان» التي تقودها «هيئة تحرير الشام»، و«غرفة عمليات فجر الحرية» التي يقودها «الجيش الوطني»، مشيرةً إلى أنه «تم الاتفاق» على إفساح المجال للغرفة الثانية باستئناف عملياتها ضد «قسد»، كاشفة، في الوقت نفسه، أن «هناك مفاوضات جارية مع الأخيرة لإخلاء مدينة منبج وتجنيب مدنييها المعارك». وبدورها، نشرت الصفحة الرئيسية لـ«القوات المشتركة» التابعة لـ«الجيش الوطني» مقاطع مصوّرة لاستهداف بواسطة المُسيّرات لمواقع «قسد» في منبج، لافتة إلى أن «التجهيزات بدأت للمرحلة الثانية من عمليات فجر الحرية، والتي ستستهدف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي».
وجاء ذلك في وقت كثّفت فيه المُسيّرات والمدفعية التركية استهداف «قسد» في أرياف منبج، في كل من قرى العوسجلي والبوغاز وعون الدادات وعرب حسن، مع معلومات عن إغلاق معبر عون الدادات بين «قسد» والفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «الفصائل المسلحة بدأت تتجهز لإطلاق معركة ضد قسد تهدف إلى السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، والطبقة في ريف الرقة، بهدف إبعاد قسد إلى ضفة نهر الفرات الشرقية»، مشيرة إلى أن «هذه العملية إن تمّت، ستكون مدعومة من تركيا، عبر التمهيد المدفعي والقصف بالمُسيّرات، بهدف استكمال مشروع الحزام الآمن التركي في مناطق إضافية في الشمال السوري».
أما في محيط القرى السبع في ريف دير الزور الشمالي، فقد عاد «مجلس دير الزور العسكري» التابع لـ«قسد» إلى تحشيد قواته، حيث يبدو أنه يتحضّر لشن هجوم جديد على مواقع للجيش السوري وحلفائه في المنطقة. وفي هذا الإطار، تقول المصادر الميدانية إن «المجلس» يحاول الاستفادة من التطورات في كل من حماة وحمص، في محاولة «لتحقيق اختراق في دير الزور». وفي المقابل، بنت وحدات الجيش السوري والدفاع الوطني والعشائر «تحصينات دفاعية في محيط هذه القرى بهدف رد هجمات المجلس»، بحسب المصادر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل