الثبات ـ عربي
رسائل نارية وجهها القصف الجوي لسلاح الجو السوري- الروسي المشترك، في الآونة الأخيرة، لجمت "النصرة" من تنفيذ تهديداته بشن العمل العسكري الموعود نحو المناطق الآمنة، إذ إن تكلفة الإقدام على مثل هذه المغامرة والمؤامرة مرتفعة جداً، على جميع الصعد.
رجحت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات الإدارة التركية في إدلب، إلغاء تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، عمليته العسكرية، التي أعلن عنها منذ أكثر من شهر، باتجاه نقاط انتشار الجيش العربي السوري في منطقة «خفض التصعيد»، ونحو مناطق الدولة السورية الآمنة.
وكان «النصرة»، روّج عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لعملية واسعة مرتقبة ومزعومة أعد العدة لها، ضد مناطق الحكومة السورية الآمنة ونحو تمركز وحدات الجيش العربي السوري في جبهات «خفض التصعيد»، التي تمتد من ريف حلب الغربي إلى ريف اللاذقية الشمالي، مروراً بريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الغربي.
وبينت المصادر أن الأنباء تتحدث عن إلغاء العمل العسكري لـ«النصرة» من أعلى سلطة له متمثلة بمتزعمه الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني»، وتوقعت عدم الإعلان عن ذلك رسميا، والاستمرار برفع الجاهزية لتحقيق مآرب غير ذات صلة بالموضوع.
ونفت المصادر مزاعم «النصرة» عن وجود غطاء سياسي خارجي أو ضوء أخضر ينتظر إطلاقه، لتنفيذ عمليته العسكرية، وأكدت أنه ما من دول، سواء إقليمية أو دولية، يمكن أن تتبنى تنظيما مدرجاً على قائمة الإرهاب الدولية لشن عملية غزو ضد دولة شرعية. وعزت الأمر إلى قرار داخلي من التنظيم الإرهابي، وبدعم من تنظيمات تكفيرية متطرفة، لتصدير الأزمة الداخلية التي يعيشها التنظيم في مناطق نفوذه، خصوصاً في إدلب وريف حلب الغربي، مع استمرار المظاهرات اليومية المطالبة بطرده وإعدام متزعمه «الجولاني».
وفندت ما يتردد عن حصول «النصرة» على أسلحة وذخائر جديدة لزوم معركته المزعومة، وأشارت إلى أنه لا يمكن تمرير مثل هكذا «صفقة» إلا عبر تركيا التي أعلنت إدارتها معارضتها للعملية، ومارست ضغوطاً كثيرة على التنظيم الإرهابي لمنعه، مثل تهديدها بإغلاق الحدود مع إدلب ومع معبر باب الهوى، شريان المحافظة الوحيد، إلى جانب «تحييد» قواعدها العسكرية ونقاط المراقبة غير الشرعية لجيش الاحتلال التركي في مناطق هيمنة الفرع السوري لتنظيم القاعدة، عن أي إخلال ببنود الاتفاقيات الثنائية مع موسكو الخاصة بـ«خفض التصعيد» بالإضافة إلى التلويح بقطع الإنترنت عن المنطقة، كما فعلت الخميس والجمعة الماضيين، عندما عزلت إدلب وريف حلب الغربي عن العالم الخارجي وعطلت تحويل الأموال وعمليات التواصل كلها.
المصادر قالت: إن نزوح سكان القرى والبلدات الواقعة داخل مناطق سيطرة «النصرة» وبالقرب من جبهات القتال المرتقبة على طول محاور التماس، نحو الحدود التركية في ريف إدلب الشمالي، شكل ضغطا كبيراً على التنظيم الإرهابي مما تبقى من حاضنته الشعبية الرافضة لأي عمل عسكري، بالإضافة إلى استنفار أنقرة من احتمال نزوح أعداد كبيرة من الأهالي في حال تفجر النزاع إلى داخل أراضيها، وهو أمر لا يمكن تحمله أو السماح به، وفق ما أعلنت.
وشددت على أن حشود وتعزيزات الجيش العربي السوري في جبهات القتال المرتقبة، ولاسيما في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، عزز مخاوف «النصرة» وردعه، من رد فعل للجيش السوري الذي يمكن إلا يتوقف عند حدود التصدي لعدوانه، بل يتعداه إلى توغل وحدات الجيش في عمق مناطق التنظيم الإرهابي والوصول إلى «باب الهوى» بريف إدلب الشمالي.
ولفتت إلى أن القصف الجوي لسلاح الجو السوري- الروسي المشترك، في الآونة الأخيرة، وجه رسائل نارية حامية، لجمت «النصرة» من تنفيذ تهديداته بشن العمل العسكري الموعود نحو المناطق الآمنة، إذ إن تكلفة الإقدام على مثل هذه المغامرة والمؤامرة مرتفعة جداً، على جميع الصعد.