في حادثة جديدة، تعرّضت قاعدة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، في جبهة جنوب فلسطين المحتلة لعملية سرقة ونهب ذخيرة وأسلحة “غير مسبوقة” نهاية الأسبوع الماضي. وفي التفاصيل، قالت القناة 14 العبريَّة، إن عددا من الأشخاص اقتحموا قاعدة “بسلاخ”، وهي مدرسة لتأهيل الجنود، وتمكنوا من الوصول إلى 18 حاوية مليئة بالأسلحة، ونقلوها إلى الخارج، حيث نهبوا محتوياتها ثم لاذوا بالفرار. وتشمل المسروقات، بحسب القناة، معدّات للرؤية الليلية ومخازن مليئة بالأسلحة ومعدّات للتدريب على إطلاق النار ووسائل قتالية خطيرة. يأتي هذا الحادث في أوج الحرب على قطاع غزة، “مما يزيد من خطورته ويثير تساؤلات عن مدى الإهمال في قواعد الجيش الإسرائيلي”، كما تقول القناة.
وصرّح الناطق باسم الجيش للقناة، بأن تحقيقًا مشتركًا يجري بين الشرطة العسكرية والشرطة الإسرائيلية، وسيتم تحويل نتائج التحقيق إلى الادعاء العسكري لمتابعة الإجراءات القانونية اللازمة. وقالت القناة إن “هذا الحادث يسلط ضوءًا أحمر على الحاجة لتعزيز التدابير الأمنية في القواعد العسكرية الإسرائيلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”. وفي السنوات الأخيرة، شهدت قواعد الجيش الإسرائيلي تكرارًا لعمليات سرقة الذخيرة والأسلحة، ويُعتقد أن عصابات تجار الذخيرة والأسلحة تقف وراء تلك العمليات، وتعمل على بيع العتاد العسكري والوسائل القتالية لعصابات الجريمة المنظمة داخل إسرائيل.
وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تتلقى هذه العصابات دعمًا ومساعدة من عاملين داخل القواعد العسكرية بينهم جنود وحراس، وتُباع الذخيرة والأسلحة لعصابات الجريمة المنظمة في إسرائيل. وإضافة إلى ذلك، يتم تهريب كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة وبيعها للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، كشفت تقارير عبريَّة، عن قضية تجسس خطيرة داخل القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بشخص وُصف بالمريض النفسي، انتحل صفة ضابط استخبارات واستخدم تقنيات متطورة لجمع معلومات سرية عن العمليات العسكرية، وتمكن من اختراق اجتماعات سرية وتسجيل محادثات حساسة. وذكرت التقارير العبرية، أن المشتبه به قد يكون تعاون مع جهات خارجية، بينها غزة، مما أثار صدمة كبيرة داخل "إسرائيل"، وأثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية والجهة التي كان يعمل لصالحها. وحول التفاصيل،
بدأت القضية عندما انتحل الجندي الذي أشير إليه برمز (X)، صفة ضابط برتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي، وتسلل بطريقة ذكية إلى مركز قيادة الجبهة الجنوبية، وهي الوحدة المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في غزة. وبحسب ما أوردته هيئة البث، فقد استغل المتهم حالة الفوضى والارتباك التي تلت اندلاع الحرب، واستخدم شارات مزورة للدخول إلى مناطق مغلقة عسكريًا، ورغم التدابير الأمنية المشددة، تمكن من اختراق نظام الأمن العسكري والالتحاق بالاجتماعات السريَّة الخاصة بقيادة فرقة غزة. تمكن من التحايل على الضباط، بل وقدم نفسه على أنه ضابط برتبة مقدّم، مسؤول عن توجيه العمليات، وقد نال ثقة بعض القيادات العسكرية، حيث طلب من ضابطة مسؤولة عن أمن المعلومات في قيادة الجبهة الجنوبية مساعدتها في تفعيل إجراءات العمل في قسمها، ثم أخذ هاتفها الجوال وأرسل معلومات حساسة من إلى هاتفه الخاص عبر تطبيق واتساب. كما وتمكّن من تسجيل محادثات مهمّة مع كبار الضباط، واحتفظ بتلك المعلومات على هاتفه، دون أن يتمكن أحد من اكتشاف حيلته في البداية. ا
لعرض على طبيب نفسي
وقالت هيئة البث، إن ما يُزيد من تعقيد القضية هو غموض دوافع المتهم، وطالبت النيابة العامة الإسرائيلية بعرضه على طبيب نفسي لتقييم حالته العقلية، وذلك لتحديد ما إذا كان سلوكه ناتجاً عن اضطراب نفسي أم أنه كان يعمل لحساب جهة أجنبية. وأيضًا معرفة ما الذي كان يسعى إلى تحقيقه من خلال الحصول على هذه المعلومات؟ وما الهدف الحقيقي من تسجيل المحادثات وجمع المعلومات السرية؟ وتحاول السلطات الإسرائيلية معرفة ما إذا كان المتهم يعمل لصالح قوى خارجية أو إذا كان وراء هذه العملية جهة معادية تسعى لاستغلال المعلومات التي جمعها.بحسب الإعلام العبري.
معلومات أمنية خطيرة
وَفق تقرير هيئة البث، كان المتهم دقيقًا في تنفيذ خطته، ففي أحد الأيام، توجه إلى ضابط رفيع الشأن طالباً مساعدته للوصول إلى مركز القيادة في الجنوب، لكن الضابط تجاهل طلبه. والتقى ضابط احتياط رفيع آخر وافق على نقله إلى مقر قيادة الجبهة الجنوبية، وهناك تمكّن من الدخول باستخدام رخصة قيادته بدلاً من بطاقة تعريف عسكرية، بسبب مرافقة الضابط له، دون التشكك في هويته. وبعد دخوله المركز، بدأ في المشاركة الفعلية في اجتماعات تقدير الموقف العسكري، منتحلاً صفة ضابط توجيه عمليات، وتمكّن من الوصول إلى معلومات خطيرة وحساسة كانت من المفترض أن تظل ضمن دائرة ضيقة من كبار الضباط. تم نسخ الرابط بنجاح نسخ الرابط