الثبات ـ فلسطين
قال اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال يتسحاك بريك إن حماس ليست هي من تنهار، بل "إسرائيل" إذا استمر القتال في غزة من خلال شن غارات متكررة على نفس الأهداف.
وأضاف: في وقت قصير، لن نتمكن حتى من تنفيذ الغارات المتكررة، لأن الجيش يضعف كل يوم ويزداد عدد القتلى والجرحى في صفوف قواتنا. في المقابل، حماس قد أعادت بالفعل ملء صفوفها بشباب تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عامًا.
وأشار في مقال عبر صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن البعض يقول إن الخروج من غزة بعد توقيع اتفاق مع حماس لإعادة الأسرى هو هزيمة واستسلام. ويعتقدون أن هذا سيعود علينا في المستقبل كضربة مرتدة في شكل هجوم آخر من حماس، وعندئذ ستكون الخسائر التي سنتكبدها أشد بعشرات المرات من تلك التي تكبدناها في الهجوم على منطقة "غلاف غزة" في 7 أكتوبر.
واستدرك بالقول: هذه الحجة تستند إلى سوء فهم أساسي لما يحدث في غزة، إنها تتغذى على الكليشيهات التي ينشرها المستوى السياسي والعسكري لتبرير أفعالهم والحصول على دعم وشرعية من الجمهور لمواصلة القتال الذي فشل.
ونوّه بريك إلى أن قوات الاحتياط بدأت بالفعل بالانسحاب، وكثير منهم لم يعد مستعدًا للتجنيد مرة بعد أخرى، وأن جنود الخدمة الإلزامية منهكون ويفقدون مهاراتهم المهنية بسبب نقص التدريب والتأهيل؛ بعضهم يتركون الدورات التدريبية قبل إكمالها.
كما أشار إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي، العلاقات الدولية، وقوة المجتمع الإسرائيلي تتعرض لضربات قاسية بسبب حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله، وهي حرب ستستمر في الشمال والجنوب طالما بقي جيش الاحتلال في غز
وأشار إلى وجود حاجة إلى تركيز القوات في جبهات أخرى - لبنان أو الضفة الغربية - بسبب نشاط المقاومين، وستجبر جيش الاحتلال على سحب القوات من غزة وإرسالها إلى مناطق التوتر، حيث لا يملك الجيش ما يكفي من القوات للقتال على عدة جبهات في نفس الوقت.
بعبارة أخرى، أضاف بريك: سيأتي اليوم الذي لن يتمكن فيه الجيش من البقاء في غزة، لأن حماس تسيطر الآن بالكامل - سواء على المدينة الموجودة تحت الأنفاق التي تمتد على مئات الكيلومترات أو فوقها، كما أن نسبة الأنفاق التي دمرها جيش الاحتلال تصل إلى نسبة قليلة، والأمر نفسه ينطبق على الأنفاق تحت ممر فيلادلفيا وممر نتساريم؛ من خلالها تستمر حماس حتى الآن في تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة شمالاً وجنوباً، وفي هذا الوضع، لا يملك الجيش القدرة على القضاء عليها وإسقاطها.
وشدد على أن التوقف عن الغارات بسبب ضعف الجيش وقلة الخيارات، أو تحويل القوات إلى مناطق أخرى - سيعلن "أعداء إسرائيل" بفخر أن الجيش رفع الراية البيضاء، وأنه خرج من غزة واستسلم. لذلك من الأفضل أن نكون حكماء ونسعى إلى الحل قبل أن نُضرب. علينا أن نوافق الآن على صفقة لتحرير الأسرى. هذا هو السبيل الوحيد لإعادتهم .