الثبات ـ فلسطين
أكّد "رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي" الأسبق، إيهود أولمرت، أنّ "نتنياهو لا يريد استعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة"، معقباً أنّ "مفاوضات وقف إطلاق النار قد تنهار في مرحلةٍ ما"، ومُشدّداً في التحذير من اتجاهٍ إسرائيلي إلى سيناريو "الحرب الشاملة".
وأضاف أولمرت، في مقالةٍ له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ استمرار الحرب في قطاع غزة وتوسعها في الشمال (مع حزب الله) سيزيد من احتمالات نشوب حرب شاملة مع أطراف أخرى إلى جانب حركة حماس وحزب الله، مثل القوات المسلحة اليمنية، وما أضاف أنّه "المجموعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق".
ووفق أولمرت، فإنّ مثل هذا السيناريو "يُشكّل بالطبع تهديداً حقيقياً لإسرائيل، وخطوة ستؤدي إلى سقوط الكثير من القتلى الجنود والمستوطنين"، لافتاً إلى أنّ ذلك سيسبب أضراراً جسيمة في البنى التحتية المادية لـ"إسرائيل"، كما وسيؤدي إلى تدهور حقيقي في مكانة "إسرائيل" الدولية.
ولفت إلى أنّه يقع على نتنياهو الاختيار بين التخّلي عن هدفه المُعلن بـ"النصر المُطلق" وبين مواصلة الحرب وتوسيعها إلى مواجهةٍ شاملة متعددة الجبهات دون جدولٍ زمني معقول لإنهائها، متابعاً أنّ "إسرائيل تقترب بخطواتٍ واسعة نحو حرب شاملة، وهذا ما يُريده نتنياهو وبن غفير وسموتريتش".
ودعا أولمرت وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية، يوآف غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز "الشاباك"، رونن بار، إضافةً إلى رئيس جهاز "الموساد"، دافيد برنياع، إلى الإعلان بشكلٍ مشترك عن استقالاتهم، بمجرّد أن يحبط نتنياهو المفاوضات للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة خلال الأيام المقبلة.
نتنياهو فنانٌ في تزوير المفاوضات
في سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها ، إنّ الأسرى "بدأوا يتعفنون ببطء في أنفاق حماس، وأصبحوا شخصياتٍ ثانوية، عند نتنياهو".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو تارةً يقول إنّه مستعد للتفاوض، وتارةً أخرى يطيل حبل الوفد الإسرائيلي ويعلن أنه سيتحلى بالمرونة، ولكن فجأة يضيف شروطاً جديدة، كاشفةً أنّ نتنياهو يقول في الصالونات السياسية المغلقة أنّه لا يوجد صفقة لوقف إطلاق النار، وفي هذه الأثناء يموت المزيد من الأسرى.
ووصفت صحيفة "هآرتس" نتنياهو بأنّه "فنانٌ في تزوير المفاوضات"، مُضيفةً أنّه "يتحدث كثيراً، لكنه لا يفعل أي شيء"، مُطالبة بوجوب ألّا يُسمح لنتنياهو بأن يجري مفاوضات صورية يتخلى فيها عن الأسرى الإسرائيليين.
وأمس، نقلت وكالة "رويترز"، عن 10 مصادر مطلعة على جولة المحادثات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، واختُتمت الأسبوع الماضي، أنّ الشروط الإسرائيلية، وفي طليعتها الاحتفاظ بوجود عسكري داخل قطاع غزة، وتحديداً في "محور فيلادلفيا"، تعقد المفاوضات الجارية حاليّاً، وتؤخر التوصل إلى وقف لإطلاق النار.