الثبات ـ دولي
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، يُعدّ انتهاكاً للقانون الدولي، مشددةً على احتفاظ طهران بحقها في الدفاع عن سيادتها، ومشيرةً أنه لا يحق لأحد منعها عن الرد.
وحمّلت الوزارة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن جريمة الاغتيال، إضافةً إلى كل من يدعم كيان الاحتلال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي، إنّ اغتيال هنية "ينتهك القانون الدولي، وعلى العالم أن يتخذ إجراءات لمحاسبة الكيان الصهيوني"، مضيفاً أن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ومؤكداً أن الرد على اغتيال هنية سيكون في إطار القوانين والأعراف الدولية.
وتطرّق كنعاني إلى زيارة وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، التي أجراها، الأحد، إلى طهران، والتشاور الإيراني الأردني، مُشدّداً على أنّه "أمر طبيعي"، ومشيراً إلى إجراء مناقشات بشأن "الوضع في فلسطين، والوضع الجديد الذي طرأ بعد اغتيال الشهيد هنية".
وفي السياق نفسه، جدّد المتحدث الإيراني تأكيده أن الأردن "جارة إيران الصديقة، ومن أكثر الدول فعالية في مجال قضية فلسطين".
وأكد أن جريمة اغتيال الشهيد هنية لن تثني عزيمة الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم عن مواصلة طريق تحرير القدس، مجدّداً رفضه التشكيك بحق إيران في الرد على الجريمة، كونه جزء من حقها الطبيعي في الدفاع عن سيادتها وحفظ وحدة أراضيها.
وحمّل كنعاني الاحتلال مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة، لافتاً إلى أنّ التوتر يتم "بدعمٍ مباشر ولا محدود من واشنطن"، وأنّ الإدارة الأميركية "شريكٌ أساسي مع الاحتلال في جرائمه بكامل طاقتها".
ودعا الولايات المتحدة إلى وجوب أن تقوم بواجباتها وأن تستخدم قوتها لوقف الكيان الصهيوني، مُشدّداً على عدم وجود "حاجة لإرسال رسالة إلى واشنطن"، وذلك كون كيان الاحتلال "لا يقوم بأية أعمال مغامرة دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة".
كما تحدث عن المزاعم التي نشرتها وسائل إعلام حول زيارة وفد أميركي إلى إيران وتشاوره مع الحكومة بشأن اغتيال الشهيد هنية، معتبراً إيّاها "أخباراً لا تستحق حتى النفي والإنكار، ولا أساس لها من الصحة".
واتخذت إيران بحسب كلام كنعاني "الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة" إضافةً إلى قيامها "بنشاطات دبلوماسية" لإدانة اغتيال الشهيد هنية في المجتمع الدولي، كاشفاً عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي بطلبٍ من إيران وبالتعاون مع الدول الصديقة، إضافةً إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في مدينة جدّة السعودية، بهدف إدانة "الأعمال الإرهابية وجرائم الاحتلال الصهيوني الذي لاقى ترحيباً من دول إسلامية".
وشدد كنعاني على أن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تتبادل الرسائل مع الاحتلال الإسرائيلي ولا تعترف بمشروعيته، وذلك رداً على الأنباء التي وردت بشأن تبادل رسائل غير مباشرة بينها وبين الاحتلال، عبر زيارة وزير الخارجية الأردنية إلى طهران.
وكان كنعاني قد قال، الأحد، في منشور له عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إنّ "التوازن الاستراتيجي لن يعود أبداً لمصلحة الكيان الصهيوني"، وأنّ ذلك سيكون على الرغم من الوحشية المهولة التي يمارسها والإبادة الجماعية، والاغتيالات الجبانة التي ينفذها على صعيد المنطقة.