"فايننشال تايمز": ما هي الخيارات المتاحة الآن لحكم فرنسا؟

الإثنين 08 تموز , 2024 09:17 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ المفاوضات بين رؤساء الأحزاب في فرنسا ستحدد ما إذا كان من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية بأغلبية مطلقة، أو، في حالة فشل ذلك، حكومة أقلية يمكنها النجاة من تصويت حجب الثقة.

ورأت الصحيفة أن شبح فترة طويلة من الشلل السياسي يخيم على البلاد، بعد انقسام الجمعية الوطنية إلى 3 كتل لم تقترب أي منها من الأغلبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخيار البديل، قد يكون تشكيل حكومة تكنوقراط بقيادة رئيس وزراء غير حزبي، حتى يمكن الدعوة إلى انتخابات أخرى في العام المقبل.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ حزب "الجبهة الوطنية" سيظل معزولاً في الجمعية، لكنه سيمثل تهديداً لأي حكومة إذا اختار الانضمام إلى تصويت حجب الثقة.

وقال مسؤول في قصر الإليزيه للصحيفة، إن ماكرون "سينتظر هيكل الجمعية الوطنية الجديدة لاتخاذ القرارات اللازمة"، في إشارة إلى دور الرئيس في تسمية رئيس الوزراء.

هل يمكن لليسار قيادة حكومة أقلية؟

وباعتبارهم الفائز المفاجئ في الانتخابات التشريعية المبكرة، قال قادة الجبهة الشعبية الجديدة، إنهم سيسعون إلى تشكيل حكومة لتنفيذ أجندتهم التقدمية، والتي تتضمن خططاً كبيرة للضرائب والإنفاق وإعادة فرض ضريبة الثروة.

لكن الجبهة الشعبية الجديدة تتكون من عدة أحزاب، من حزب "فرنسا غير الخاضعة" إلى الاشتراكيين، والخضر، والشيوعيين الأكثر اعتدالًا، ومن المحتمل، بحسب الصحيفة، أن تثير مسألة عرض زعيم "فرنسا غير الخاضعة"، جان لوك ميلانشون، خدماته، اعتراضات بعض شركائه. 

ويُعدّ حزب "فرنسا غير الخاضعة" القوة الأكبر داخل التحالف بـ72 مقعداً، وفقًا لتوقعات إيبسوس، لكن الأحزاب الأخرى مجتمعة تفوقه عليه عددًا، حيث أشارت الصحيفة إلى أنّ الحفاظ على الوحدة يُعَدّ أمراً أساسياً لأن الوسطيين المؤيدين لماكرون سيحاولون جذب العناصر اليسارية المعتدلة من الجبهة الشعبية الجديدة إلى صفهم.

هل يتمكن ماكرون من تشكيل ائتلاف كبير؟

ولفتت الصحيفة إلى أنّ تحالف ماكرون عانى من هزيمة كبيرة، حيث خسر ما يقرب من ثلث المقاعد التي كان يشغلها. لكن أعضاء التحالف ما زالوا يعتقدون أنهم قادرون على صياغة اتفاق في البرلمان.

وتتمثل استراتيجية ماكرون في الرغبة في تشكيل تحالف مع الاشتراكيين والخضر والشيوعيين، حيث قال أحد النواب الذين أعيد انتخابهم مؤخراً: "يبدو أننا سنكون محوريين في كل المناقشات. لا أحد يستطيع تحقيق الأغلبية بدوننا".

وتوقع وزير الخارجية السابق، هوبير فيدرين، أن يحتفظ ماكرون برئيس الوزراء غابرييل أتال، كرئيس وزراء مؤقت، وخاصة أثناء الألعاب الأولمبية، قبل محاولة تشكيل ائتلاف يسار الوسط.

ورأت الصحيفة أنه قد يكون من الصعب على حزب الرئيس أن يتقبل مطالب جماعات يسار الوسط، التي قد تطالب بإلغاء الزيادة غير الشعبية في سن التقاعد، أو إلغاء قانون الهجرة الذي أقره ماكرون العام الماضي، ومن المرجح أيضاً أن يطالب اليسار بزيادات ضريبية استبعدها الوسطيون.

وتوقعت الصحيفة بحال تعذر تشكيل ائتلاف، أنّ يعين ماكرون حكومة يرأسها موظف مدني رفيع المستوى، أو شخصية غير حزبية، لإدارة البلاد حتى يونيو/حزيران 2025 على الأقل، عندما يمكن الدعوة إلى انتخابات أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المهمة الأولى التي ستواجهها هذه الحكومة تتمثل في إقرار الميزانية في الخريف، ولكنها ستكون عُرضة لتصويتات حجب الثقة، وإذا سقطت فإن الجمود السياسي قد يختبر مؤسسات الجمهورية الخامسة على نحوٍ لم يسبق له مثيل.

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية، قد أعلنت اليوم الاثنين، فوز ائتلاف الأحزاب اليسارية "الجبهة الشعبية الجديدة" بالانتخابات البرلمانية في فرنسا بحصوله على 182 مقعداً في البرلمان.

وبحسب البيانات النهائية التي نشرتها الوزارة، حلّ تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون "معاً" في المركز الثاني بحصوله على 168 مقعداً، فيما حلّ حزب "التجمع الوطني" (أقصى اليمين) بزعامة مارين لوبان ورئاسة جوردان بارديلا في المركز الثالث بحصوله على 143.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل