الثبات ـ دولي
أثبت الشعب الإيراني، عبر توافده بحشود كبيرة إلى مراكز الاقتراع، يوم أمس الجمعة، وعياً وانتماء وقدرةً على اتخاذ القرار بممارسة حقه الكامل في الاقتراع والاختيار، وذلك على الرغم من استراتيجيات الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على إيران.
صباح اليوم السبت، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية فوز المرشح مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية بدورتها الثانية في عام 2024.
ومسعود بزشكيان، طبيبٌ وسياسيٌ إصلاحي إيراني من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية شمالي شرقي إيران، ترعرع في كنف عائلةٍ مُلتزمة.
نشأته ودراسته
أنهى بزشكيان الدراسة الابتدائية في مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية، والتحق بعدها بمعهد الزراعة في مدينة أرومية، وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية.
أدّى خدمته العسكرية في عام 1973 في مدينة زابل الحدودية من محافظة سيستان وبلوشستان، وبعد انتهاء خدمته قرر أن يصبح طبيباً، فحصل على الدبلوم الطبيعي عام 1975، ثم بعد عام تمّ قبوله في مجال الطب في جامعة مدينة تبريز للعلوم الطبية.
ومع بدء الحرب المفروضة على إيران من قبل "نظام البعث في العراق" في عام 1980، كان بزشكيان مسؤولاً عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلاً وطبيباً.
أكمل دورة الطب عام 1985، وبدأ العمل في كلية الطب مُدرساً لعلم وظائف الأعضاء. وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيساً له.
حياته السياسية
في عام 1994 عيّن رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرّت رئاسته حتى عام 2000. ثم نُقل إلى طهران وتولى منصب نائب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدّة 6 أشهر.
وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة السيد محمد خاتمي، تسلم بزشكيان منصب وزير الصحة وبعد فترة تمت مساءلته من قبل البرلمان، ومن ثم ترك منصبه. في عام 2013، قدّم ترشيحه للانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ملفه.
وفي 2016 تمكّن من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان وحافظ على مقعد في البرلمان لسنوات طويلة. منذ عام 2008، يُمثّل بزشكيان مدينة تبريز في البرلمان الإيراني.
السياسة الخارجية
يرى بزشكيان بأنّه لا يُمكن حلّ المشاكل الداخلية في إيران دون حل المشاكل مع العالم الخارجي، ويؤكد أنّ إدارة البلاد تقوم على التعامل البنّاء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول.
كما يدعو بزشكيان إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية على أساس الأركان الثلاثة المتمثلة بـ"العزّة والحكمة والمصلحة".
وأعلن بأنّه سيضع في أعلى سلّم أولويات حكومته إحياء الاتفاق النووي الذي هو من مصلحة إيران ولو لم يكن كذلك لما انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
ويعتبر بزشكيان أنّه من مصلحة إيران الانضمام إلى "FATF" (مجموعة العمل المالي الدولية) من أجل تطوير وتسهيل التجارة مع الدول الأخرى.
السياسة الداخلية
شدد بزشكيان على أنّه سيضع حداً للخلافات بين القوى السياسية التي يقول إنّها "السبب الرئيس لمشاكل" البلاد، من خلال الاستعانة بأفضل الخبراء والمتخصصين.
ووعد بأنّه سيتابع مشاكل العمّال والمتقاعدين والموظفين والعمل بطريقة تقضي على الفقر والتمييز والفساد في البلاد، مؤكداً ضرورة التعامل بصدق مع الجمهور وعدم إعطاء وعود فارغة، واعداً بإشراك الناس في إدارة البلاد وليس فئة معينة.
كما وعد بالتعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة وحرية الوصول إلى الإنترنت وحقوق القوميات الدستورية والحريات السياسية والاجتماعية.
وفاز بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية بعد أن حصل على 16,384,403 صوتاً، مقابل 13,538,179 صوتاً للمرشح سعيد جليلي، ليصبح بالتالي الرئيس المنتخب التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني عام 1979.