الثبات ـ فلسطين
أكد مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة، ناصر اللحام، أنّ ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الحدث الصعب" في قطاع غزة، هو استهداف المقاومة الليلة الماضية لمقر قيادة "جيش" الاحتلال في منطقة "نتساريم" وسط القطاع.
وكشف اللحام أن مروحيات الاحتلال نقلت المصابين إلى مستشفيَي "أسوتا" في أسدود و"سوروكا" في بئر السبع، وأن الفرقة "99" في "جيش" الاحتلال طلبت الدعم الجوي للتصدي لـ"حدث أمني نادر لم يحدث منذ شهور"، ولتتمكن المروحيات من الهبوط في المكان، فبدأ القصف بشكل هستيري على النصيرات والمغراقة ومناطق أخرى في القطاع.
وأفاد مدير مكتب الميادين، بأنّ الاشتباكات الضارية استمرت فترة طويلة، لافتاً إلى أنّ المستوطنين يتداولون دعوات من أجل الصلاة لسلامة الجنود، وهو ما يعَدّ مؤشراً إلى حدة المعركة وحجم الخسائر في صفوف الاحتلال.
كذلك، أكد مدير مكتب الميادين، أن المقاومة قصفت مقر الفرقة "99" في منطقة "نتساريم"، بأكثر من 200 قذيفة "هاون" واستهدفته بالأسلحة الرشاشة، وأن هناك عدداً من الإصابات، مشيراً إلى التعتيم الذي يفرضه الاحتلال حول الموضوع.
وأشار إلى أنّ الليلة الماضية، كانت صعبة على الاحتلال، وأنه في المقابل، سيقوم بتصعيد الضغط على غزة، معتبراً أنّ "المفاوضات تدور اليوم في غزة بالنار، وفي ظل فوضى سياسية وعسكرية كبيرة في تل أبيب".
كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ "المروحيات انطلقت من وسط النصيرات في غزة، وهبطت في مستشفى سوروكا، وأخرى في مستشفى أسوتا في أشدود، وعلى متنها جنود مصابين بجروح خطيرة من جراء الحدث الصعب وسط قطاع غزة".
وأشارت إلى أن الحصيلة الأولية هي قتيلين و3 جرحى من بينهم إصابة خطيرة وأخرى بالغة.
وتأتي أهمية استهداف قاعدة "نتساريم" في أنه يأتي مع اتخاذ الاحتلال قرار الانتقال إلى المرحلة الثالثة، بعد زيارة وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت إلى واشنطن وإنهاء الخلاف بين الحكومة و"الجيش" بهذا الخصوص، حيث كان مقرراً أن تكون هذه القاعدة هي مرتكز للمرحلة الثالثة ومنطلقاً لعملياتها.
من جهته، رأى مسؤول أبحاث الحرب الناعمة في مركز المعارف للدراسات الثقافية، حسن الزين، في عملية "نتساريم"، مؤشراً على ما ينتظر جيش الاحتلال في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن المقاومة لن تدعه يرتاح، ومتوقفاً عند ما يظهر في المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي للعمليات في غزة هدوء أعصاب المقاومين المذهل.
وواصلت المقاومة عملياتها النوعية في قطاع غزة لليوم الـ269 من معركة طوفان الأقصى، حيث أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن سلسلة من العمليات، أمس الإثنين، تخللها استهداف تموضع لجنود الاحتلال وآلياته على خط الإمداد في محور "نتساريم"، بقذائف "الهاون".
وكانت سرايا القدس قد استهلت عملياتها بالإعلان عن استهداف مستوطنات "كيسوفيم" و"العين الثالثة" و"نيريم" و"صوفا" و"حوليت" في غلاف غزة برشقات صاروخية مركزة رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وتبنت السرايا استهداف جنود وآليات الاحتلال المتوغلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بوابل من قذائف الهاون النظامي، ونشرت مشاهد من العملية.
واستهدفت سرايا القدس أيضاً دبابة صهيونية من نوع "ميركافا" بقذيفة "RPG"، مشيرةً إلى اشتباك المقاومين مع الجنود في موقع الاستهداف، في محيط المقبرة الغربية جنوبي غربي مدينة رفح.
وأكدت السرايا استهداف مجاهديها مقر قيادة الاحتلال في قاعدة "أميتاي" العسكرية بصواريخ "107"، وعرضت مشاهد من تفجير عدد من العبوات في الآليات العسكرية المتوغلة جنوب غرب رفح، واستهداف قوات الإسناد المتقدمة نحو الكمين بوابل من قذائف "الهاون".
ورأى الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية، محمد عباس، أن المقاومة في قطاع غزة أثبتت قدرتها على التعامل مع الظروف المستجدة في الميدان ، ولا زالت تملك زمام المبادرة على صعيد القيادة والسيطرة والتصنيع العسكري والتنسيق الدائم واستدراج الاحتلال إلى الكمائن، والاستعلام عن تحركاته والمسالك التي يعتمدها، مؤكداً أن لدى المقاومة غرف عمليات تدير الوضع على الأرض على كامل مساحة قطاع غزة.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، في حديث للميادين، أن الرهان الإسرائيلي والأميركي كان على قدرة أسلوب الإبادة الجماعية والأرض المحروق على حسم الأمور على الأرض خلال 3 أو 4 شهور على الأكثر، ولكن صمود المقاومة الفلسطينية واستعدادها، وإرادة المقاتل الفلسطين المحاصر رغم الظروف المستحيلة فاجأت جيش الاحتلال.
ورأى عرابي أن طول الحرب وعجزه عن حسمها، كان صدمته الثانية بعد صدمة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فضلاً عن عجزه أمام إرادة حزب الله على الجبهة الشمالية، وارتباط الجبهتين الشمالية والجنوبية عضوياً.