الثبات ـ لبنان
تتواصل التحليلات في وسائل الإعلام "الإسرائيلية"، وتصريحات بعض المسؤولين "الإسرائيليين" المحذرة من الدخول في حرب موسّعة مع لبنان، في ظل استمرار عمليات حزب الله وتصعيدها دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، منذ نحو 9 أشهر.
وفي افتتاحيتها تحت عنوان "لا لحرب في الشمال"، انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تصريحات وزراء أقصى اليمين الذين يصرون على الحرب، مؤكدةً أنّ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يضلّل الجمهور عندما يقول "إنه لا يوجد خيار سوى شن حرب ضد حزب الله"، كما يضلل الجمهور في وصفه للحرب بأنها "حادة وسريعة".
وأوضحت الصحيفة أنّ الحرب مع حزب الله يمكن أن تتطور إلى حرب إقليمية، مشككةً باستعداد "الجيش" الإسرائيلي لها، ومتوقعةً أن تلحق أضراراً جسيمة بالجبهة الداخلية، وأن تكلّف آلاف القتلى من الإسرائيليين.
وذكرت "هآرتس" أنّ رئيس الأركان الأميركي، الجنرال تشارلز براون، حذّر الأسبوع الماضي من أن "الولايات المتحدة لن تكون قادرة على ما يبدو على مساعدة إسرائيل في حرب واسعة النطاق مع حزب الله، وذلك كما حدث ليلة الصواريخ من إيران في نيسان/أبريل الماضي"، معترفاً بأنه "يصعب التعامل مع الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ خطر حرب شاملة يزداد بسبب وجود حكومة غير قادرة على التوصل إلى أي اتفاق بشأن أهداف الحرب، وتحرض ضد قادة "الجيش" الإسرائيلي، وتثقل كاهل الذين يخدمون، وتدعم المتهربين من التجنيد.
وشدّدت "هآرتس" على ضرورة سعي "إسرائيل" إلى وضع حد للحرب في قطاع غزة والموافقة على صفقة تبادل أسرى مقابل انسحاب.
وأشارت إلى موقف وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الذي يفضل التسوية السياسية على الحرب، مبيّنةً أنّه تفضيل يشاركه به جميع المستوطنين، الذين "يريدون استعادة الأسرى والعودة إلى الشمال".
عودة الإسرائيلين إلى الشمال يعني وقف إطلاق النار في غزة
وفي إقرار بترابط الجبهات بين غزّة ولبنان، أكدت "هآرتس"، بالاستناد إلى كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله الذي يفيد بأن إطلاق النار في لبنان سيتوقف مع وقف القتال في غزة"، أنّ ذلك سيكون الطريقة فقط لضمان عودة المستوطنين إلى الشمال.
ورجّحت أنه بمجرد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ "تبدأ المفاوضات السياسية الغير مباشرة بين إسرائيل ولبنان"، مضيفةً أنّه "تمت بالفعل صياغة مسودة مقترح لتسوية بين إسرائيل ولبنان، وهي تنتظر وقف إطلاق النار".
وفي هذا السياق، أكد السيد نصر الله، أكثر من مرّة أنّ الحل لمأزق الاحتلال عند الجبهة مع لبنان "بسيط، وهو وقف الحرب على قطاع غزة".
ووجّه السيد نصر الله رسالة، إلى مستوطني شمالي فلسطين المحتلة، الذين يستعجلون العودة، داعياً إياهم إلى "التوجه إلى حكومتهم حتى توقف العدوان على غزة".