الثبات ـ بانوراما
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 24-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
تتميّز السفيرة الأميركية الحالية ليزا جونسون، بأنها أقل استعراضاً من الذين سبقوها إلى هذا المنصب. لكن ذلك، لا يلغي كثافة الأعمال التي تقوم بها على أكثر من صعيد. والسفيرة التي سبق لها أن خدمت في لبنان قبل أكثر من عشرين سنة، تتمتّع بخلفية أمنية – سياسية – اقتصادية. وهي صاحبة «لغة حازمة» بما يتعلق بمصالح بلادها. وعلى هذا الأساس، تتولى جونسون منذ أشهر عدة، وشخصياً، ملف السماح بإدخال شركة «ستارلينك» لخدمة الإنترنت إلى لبنان، دون أي قيود أو شروط.لم يكن ملف «ستارلينك» جديداً، لكن سبق أن جُمّد البحث فيه ربطاً بخلافات داخل مجلس الوزراء، وتحفّظات الأجهزة الأمنية اللبنانية، والخسائر الاقتصادية المتوقّعة نتيجة انعدام قدرة الشركات المحلية على منافسة الشركة الأميركية العملاقة.
لكن، بعد اندلاع الحرب على غزة، تسارع النقاش والضغط على الحكومة من أجل إقرار السماح لـ«ستارلينك» العمل بحجة استفادة لبنان من هذه الخدمة في حال توسّعت الحرب إلى داخله وحصل انقطاع للاتصالات.
أمنياً، سبق أن تمّ تشكيل لجنة من الفرق الفنية العاملة في الأجهزة الأمنية اللبنانية، وقد سجّلت اللجنة اعتراضها على تشريع الخطوة كونها تلغي الرقابة الأمنية المحلية بشكل كامل. وطالبت اللجنة الحكومة بفرض ضوابط لمراقبة عمل الشركة. لكنّ إدارة الشركة رفضت الأمر بصورة مطلقة، بل رفضت أصل النقاش فيه.
الجديد، هو سعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للاستجابة لضغط السفيرة الأميركية، وهو طلب من الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية إدراج الملف من جديد في جلسة الحكومة التي حُددت في 14 حزيران الجاري. ومع تعثّر المحاولة، يواصل الرئيس ميقاتي الضغط، مستفيداً من مساعٍ يقوم بها وزير الاتصالات جورج قرم وفريقه، لإقرار الخطوة رسمياً، علماً أن قرم سبق أن طلب إدراج البند على جدول أعمال جلسة الحكومة نهاية تشرين الثاني من العام الماضي.
ويسعى قرم إلى التذرع بأنه يجب الموافقة على تقديم خدمة الإنترنت بشكل مؤقت، والسماح بإدخال أجهزة «ستارلينك» لصالح عدد من السفارات الغربية وبعض المنظمات الدولية في لبنان، ولو أنه طلب موافقة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ولكن عدم الوصول إلى نتيجة، جعل واشنطن ترفع من مستوى الضغط، ومنذ الشهر الماضي، طلبت السفيرة جونسون اجتماعات عاجلة مع رئيس الحكومة، وطلبت منه «إقرار الموافقة رسمياً على عمل الشركة». ثم قامت بجولة على رؤساء الأجهزة الأمنية الرسمية للضغط عليهم لإسقاط تحفظاتهم على المشروع، ويمكن القول بأنها نجحت في إقناع بعض قادة الأجهزة بتغيير مواقفهم. فيما يقوم فريق من السفارة بممارسة الضغط المباشر على شركات الاتصالات في لبنان من أجل أن تمارس بدورها الضغط على الحكومة.
وقبل نحو أسبوعين، تولّت السفيرة الأميركية ليزا جونسون الأمر مباشرة، بعدما عجز مندوبو الشركة عن إنجاز المهمة. وقد أبلغت السفيرة إدارة الشركة الأميركية المملوكة من إيلون ماسك، بأنها ستقوم بما يلزم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومع وزير الاتصالات جوني القرم، من أجل إطلاق يد «ستارلينك» في لبنان وفق القواعد التي لا تسمح بأن يكون للأجهزة اللبنانية أي قدرة على الرقابة، وألّا يكون بإمكان الشركات المحلية المنافسة التجارية.
سبق لأجهزة «ستارلينك» أن دخلت إلى لبنان بشكل غير شرعي. وحين انطلق النقاش بشأن خطّة الطوارئ، طلبت الأجهزة الأمنية في لبنان من الشركة وقف تشغيل نحو 850 جهازاً في لبنان. وحتى الآن، تصرّ الأجهزة الأمنية على منع بيع أجهزة «ستارلينك» في لبنان، لأنها تُعدّ خارج سيطرة الدولة، إذ إن العلاقة تكون حصرية بين المشترك والمُزوّد بالخدمة ويصعب على القوى الأمنية إجراء عمليات الرقابة من دون إذن الشركة المُزوّدة، فـ«داتا» الاستهلاك لا تمرّ من خلال الشبكة المحلية ولا يمكن مراقبتها أو متابعتها. وتقول مصادر مطّلعة، إن مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني تصرّ على رفض عمل الشركة في لبنان، بينما تشير المصادر إلى أن السفيرة الأميركية ستخوض معركة إقناع الأجهزة الأمنية بالتراجع عن الموقف الرافض لمصلحة الموافقة على بيع أجهزة ستارلينك في لبنان.
منافسة غير عادلة مع الشركات اللبنانية
خطة التسلّل لشركة «ستارلينك» إلى لبنان، بدأت عبر خطة الطوارئ التي أطلقتها الحكومة اللبنانية قبل بضعة أشهر تحسّباً لتصعيد الكيان الصهيوني هجومه على لبنان واندلاع ما يُسمّى «حرباً شاملة». فلم تتقدّم «ستارلينك» من السلطات المحلية المختصّة، بطلب الترخيص لها ببيع أجهزتها في لبنان، بل سلكت طريقاً موارباً وقدّمت هبة عبر منظمة غير حكومية اسمها «P Foundation» لإدخال 150 جهازاً لتقديم خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية الخاصة بستارلينك، لمدة 3 أشهر على سبيل الإعارة. لكنّ النقاش سرعان ما انقلب إلى حصول الشركة على قرار في مجلس الوزراء بموجبه تحصل الشركة على ترخيص يتيح لأجهزتها العمل في سياق خطّة الطوارئ مقابل أن يتم السماح لها ببيع 15 ألف جهاز... وتلبية للضغوط الأميركية، اقترح وزير الاتصالات جوني القرم على مجلس الوزراء، فتح الباب للعموم أمام استيراد أجهزة «ستارلينك» للاتصالات استثنائياً لفترة ثلاثة أشهر «قابلة للتمديد» تمهيداً للتوصل إلى اتفاق دائم مع الشركة أو أي مشغّل آخر لتأمين خدمة الإنترنت عبر السواتل الصناعية.
الأخبار
- ماذا أعدّت المقاومة للعدو؟
- اهتمام فاتيكاني متزايد بلبنان: رسائل للمسيحيين بلا خارطة طريق
- أميركا تريد فرض «ستارلينك» بالقوة
- أميركا – "إسرائيل": رهان «ترشيد» الحرب
البناء
- نتنياهو يربط مستقبل الحرب في غزة وعلى لبنان بالأسلحة عشيّة زيارة واشنطن
- تحالفات المعارضة في الكيان: الإضراب المفتوح في 7 تموز حتى إسقاط الحكومة
- «القوات» بدأت الحملة و«التلغراف» أكملتها: المطار تحت سيطرة حزب الله.. وحميّة يرد
- بوريل يطالب بمحاسبة المسؤولين عن قصف مبنى الصليب الأحمر في غزة
- الهند زودت "إسرائيل" بأسلحة ومُسيّرات
اللواء
- استنفار لبناني للتصدي للحملة المشبوهة ضد مطار بيروت
- الموفد البابوي في بيروت بمهمة سياسية – كهنوتية.. وتبدُّل في تكتيك المقاومة بإستهداف المواقع
- انهيار عصبي يضرب نتنياهو والاقتصاد "الإسرائيلي" يصفه بـ"الخطر المدمر"
- غالانت في واشنطن لبحث خطة "اليوم التالي" والأونروا: لا مكان آمنًا في غزة
الجمهورية
- مسعى فاتيكاني لمساعدة لبنان
- أسابيع الحرب أو التسوية
- رسالة إلى الفاتيكان وبكركي
- دين اليوروبوندز تجاوز الـ40 مليار.. والعداد ماشي
الديار
- تقارير مُخابراتية مدسوسة لتشريع استهداف مطار بيروت...وحميّة يدعو السفراء لجولة
- الضغوط على حزب الله وحماس تبلغ مُستويات قصوى... والردّ: لا رضوخ!
- غالانت في واشنطن لحسم ملف شحنات الأسلحة ومصير جبهة لبنان
- قطاع الكهرباء نقطة ضعف الاقتصاد "الإسرائيلي" مليارات الدولارات خسائر يومية في حال فتحت حرب واسعة
النهار
- اشتعال حرب التهويل بـ"بنوك الأهداف" الحيوية
- غالانت الى واشنطن لإصلاح ما أفسده نتنياهو
- منسق العلاقات العربية لحملة ترامب لـ"النهار": الأميركيون العرب يرفضون بايدن ونستعد للمناظرة
- العوامل التي دفعت "اليونيفيل" إلى تأكيد استمرارها جنوبًا
- الأمن العام اللبناني والخطة "ب" في ملف النازحين