الثبات ـ لبنان
شدد السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني على أنّ الضربة التي أصابت "إسرائيل" في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 هي ضربة قاسية وعميقة، مشيراً إلى أن "إسرائيل" وبعد أكثر من 8 أشهر من العدوان على قطاع غزة لم تحقق شيئاً من أهدافها، لا بل أنّ "خسارتها كبيرة جداً بالمفهوم الاستراتيجي".
وفي حلقة "فودكاست" الميادين، رأى أماني أن مسألة فلسطين تعد اليوم من أهم الموضوعات الدولية، وبالنسبة لإيران فهي قضيتها الأولى في العالم الإسلامي.
وتابع أنّ "القضية الفلسطينية مثلما كانت القضية الأولى في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد باتت الآن القضية الأولى في العالم"، إذ أن الغالبية تدعم هذه القضية العادلة.
وأشار إلى أنّ البعض ظن أنّ إيران ستنشغل لعدة شهور جراء الأحداث الأخيرة المؤلمة التي جرت باستشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، مشدداً على أن ما يحدث في إيران داخلياً، لا يؤثر على القضايا السياسية الكبرى التي تهتم بها، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ فلسطين كانت تشكل أولى اهتمامات الشهيد الرئيس والشهيد وزير الخارجية.
السفير الإيراني لدى لبنان شدد على أنّ "طوفان الأقصى" أعاقت مخططات التطبيع والمشروعات المرتبطة بإعطاء "إسرائيل" دوراً مهماً داخل المنطقة، مضيفاً أنّ "الضربة التي أصابت إسرائيل في الـ7 من أكتوبر هي ضربة قاسية وعميقة واستطاعت أن تزلزل الكيان الصهيوني".
وعن ما تسطره المقاومة الفلسطينية في الميدان، قال أماني إنّ العمليات الموجودة داخل غزة تدل على أن حماس بكل قدراتها وتشكيلاتها وأنظمتها موجودة على الساحة، مشدداً على أنّ "إسرائيل" بعد ما يقارب الـ9 أشهر من العدوان على القطاع لم تستطع أن تحقق أي شيء من الأهداف التي وضعتها في بداية العدوان.
وتابع أنّه بالإضافة إلى صمود المجاهدين في القطاع والصمود الشعبي، هناك انضمام لقوى أخرى من حزب الله، اليمن، العراق، سوريا وبعض الحركات السياسية والقضائية والحقوقية في العالم، وهذا يدل على أنّ خسارة "إسرائيل" في هذه المعركة هي خسارة كبيرة جداً بالمفهوم الاستراتيجي.
وفي حديثه عن علاقة إيران بقوى المقاومة، أكد أنّها "علاقة متينة وقوية وستبقى كذلك"، مشيراً إلى أنّ عملية "الوعد الصادق" التي نفذتها إيران ضد "إسرائيل" رداً على استهداف قنصليتها في دمشق، كانت في غاية الأهمية وأعطت قوة وإيمان وتأثيراً كبيراً على قوى المقاومة.
ووصف علاقة إيران بحزب الله بالاستراتيجية، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ "إيران لا تملي على أحد ماذا يفعل إذ أن كل طرف من أطراف محور المقاومة يتمتع باستقلالية في اتخاذ القرارات، وأكبر دليل أننا في إيران لم نكن نعلم بطوفان الأقصى، فالمقاومة الفلسطينية هنا عملت انطلاقاً من واجباتها في مقاومة المحتل والدفاع عن الأرض".
وأكد أنّ "إيران تدعم أي شخص، وأي مجموعة تريد أن تدافع عن حقوقها وهذا حق موجود في الدستور الإيراني".
وفي حديثه عن الشهيد الوزير أمير عبد اللهيان، قال: إن تاريخه "تاريخ مقاومة فقد كان من ضمنها وأحب المقاومين حتى أصبح شهيداً وهو يلقب بوزير خارجية المقاومة".
وعن علاقات إيران مع الدول العربية، قال إنّ "العلاقات مع مصر مقطوعة وهناك مكتب رعاية مصالح أو بعثة إيرانية في مصر، ولكن رؤساء البعثة دائماً يُنتخبون على مستوى سفير، ووزارة الخارجية المصرية يسمونه سفير، وليس بمعنى أن العلاقات على مستوى السفير".
وشدد على أنّ "إيران أعلنت كثيراً أنها استأنفت العلاقات مع مصر"، مؤكداً أنّ بإمكان مصر أنّ تستعيد نفسها على نحو أكبر مما كانت عليه وهذه من أمنيات إيران.
وعن العلاقة مع السعودية، قال إنّ "العلاقات بين إيران والسعودية فتحت تقريباً منذ سنتين، وهي في بداياتها"، مشيراً إلى أنّ "هناك أحاديث كثيرة على مستويات مختلفة بين إيران والسعودية لرفع العلاقات على كل المستويات"، مؤكداً أنّ طهران ليس لديها مانع بذلك.
وشدد على أنّ "إيران يدها ممدودة منذ زمن طويل لأفضل العلاقات مع كل الدول العربية"، ولديها عدو واحد وهو "إسرائيل"، بالإضافة إلى الولايات المتحدة بسبب استمرار سياستها العدائية ضد إيران.
وعن الانتخابات الرئاسية الإيرانية أواخر الشهر الحالي، قال السفير الإيراني لدى لبنان إنّ "تشكيلة المرشحين تغطي كل الأطياف الموجودة داخل إيران من الناحيتين الفكرية والسياسية"، ورأى أنّها تشكيلة مناسبة لدخول كل الأطياف من الشعب الإيراني في الانتخابات.
وتابع أنّ المشاركة في الانتخابات في إيران دائماً تكون على أعلى مستوى، مشيراً إلى أنّ الانتخابات المقبلة بحسب اعتقاده ستحظى باهتمام الإيرانيين بشكل كبير إذا ما قورنت مع الانتخابات الماضية.
وفي حديثه عن لبنان، شدد على أنّ لديه تواصل مع كل الأطراف السياسية اللبنانية، مشيراً إلى أنّ التعازي التي قُدّمت إلى السفارة الإيرانية باستشهاد الرئيس ورفاقه تدل على أنّ لإيران مكانة مهمة لدى الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين الذين جاؤوا من كل الأطياف اللبنانية.