الثبات ـ دولي
أظهرت البيانات الأولية لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تقدّم أقصى اليمين، بعدما أشارت التوقعات المبكرة إلى فوز كبير لأحزابه.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإنّ هذه النتيجة، إذا تأكدت، ستمثّل "مقياساً قوياً لاستياء الناخبين، وتوبيخاً لاذعاً للتيار السياسي" في أوروبا.
ووفقاً لما أظهرته البيانات الأولية، فإنّ نتائج التصويت تشير إلى أنّ الدعم الذي تحظى به المؤسسة السياسية في أوروبا أصبح أقل من قبل بصورة واضحة، كما أوردت الصحيفة.
وتوقّعت الصحيفة أيضاً أنّ هذه النتائج ستصعّب على البرلمان الأوروبي عملية تجميع أصوات الأغلبية، من أجل الموافقة على التشريعات، كما أنّها ستجعل المحادثات بشأن المضوعات المثيرة للجدل أكثر صعوبةً.
كذلك، أوضحت "نيويورك تايمز" أنّ هذه النتائج الأولية أكدت، وعلى نطاق أوسع، أنّ زخم قوى أقصى اليمين الأوروبي، التي وسّعت نطاق تهديدها للوسطيين على مدى العقد الماضي، لم يبلغ ذروته بعد.
"نتائج غير مبشّرة للوسط في فرنسا وألمانيا"
في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أنّ النتائج المتوقعة "غير مبشّرة" بالنسبة لقادة الوسط في أوروبا وأحزابهم، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا.
في ألمانيا، ظهر حزب "البديل من أجل ألمانيا" بقوة في الانتخابات، وهو الذي تصنّفه السلطات رسمياً على أنّه "جماعة متطرّفة مشتبه بها".
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإنّ التوقعات تشير إلى أنّ الحزب نال 16% من الأصوات، على نحو جعله في المرتبة الثانية في ألمانيا، بحيث أصبح بعد حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المحافظ، وقبل الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتس.
أما في فرنسا، فكانت النتائج "ساحقةً" بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، وفقاً لما أضافته "نيويورك تايمز".
وفي هذا السياق، أشارت إلى أنّ حزب النهضة، الذي يتزعّمه ماكرون، كان على وشك الحصول على نصف الدعم الذي حصل عليه حزب "التجمّع الوطني" الذي تتزعّمه مارين لوبن، والذي حصل بدوره على أكثر من 30% من الأصوات، وذلك بناءً على التوقعات المستندة إلى التعداد الأولي.
وقد تترك هذه النتيجة لوبان، التي سخر منها ماكرون باعتبارها "تهديداً لقيم الجمهورية الفرنسية"، في أقوى موقف لها حتى الآن، على نحو يتيح لها تحدي التيار الرئيسي الفرنسي في الانتخابات الرئاسية، بعد 3 سنوات، بحسب ما تابعت الصحيفة.
"الظهور القوي لليمين في أوروبا قد يتردد صداه في الولايات المتحدة"
وفقاً لما سبق، تحكم الأحزاب اليمينية الآن بمفردها، أو كجزء من ائتلافات، في 7 من دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة.
وحقّقت هذه الأحزاب مكاسب في جميع أنحاء أوروبا، مع تزايد تركيز الناخبين على القومية والهوية. وغالباً ما يرتبط ذلك بالهجرة وبعض سياسات الحرب الثقافية نفسها المتعلقة بقضايا الجنسين والشذوذ الجنسي، وهي قضايا اكتسبت زخماً في الولايات المتحدة.
وبالحديث عن الولايات المتحدة، رجّحت "نيويورك تايمز" أن يتردّد صدى الظهور القوي لأقصى اليمين فيها، حيث من المتوقّع أن تُسجّل نتائج إيجابية لدى القوى السياسية الموالية للمرشح الجمهوري والمنافس الرئيسي لبايدن، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ماكرون يحلّ الجمعية الوطنية الفرنسية
وبالعودة إلى فرنسا، فقد أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون حلّ الجمعية الوطنية، وذلك بعد النتيجة "التاريخية" التي حقّقها حزب "الجبهة الوطنية" (حزب لوبان) في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وفي أعقاب ذلك، أعلن ماكون أنّه سيدعو إلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة، ستجرى دورتها الأولى في الـ30 من حزيران/يونيو الحالي، و الثانية في الـ7 من تموز/يوليو المقبل، مبرراً ذلك بأنّه "قرّر أن يعطي الفرنسيين مستقبلهم البرلماني مرةً أخرى عن طريق التصويت".
وأقرّ ماكرون بأنّ نتيجة قائمة المعسكر الرئاسي "ليست نتيجةً جيدةً للأحزاب التي تدافع عن أوروبا".
وعلّق على التقديرات الأولية للانتخابات الأوروبية بالقول: "إنّ الأحزاب اليمينية المتطرّفة التي عارضت في السنوات الأخيرة الكثير من التقدّم الذي حققته أوروبا (...) تتقدم في كل مكان في القارة".