الثبات ـ بانوراما
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4 - 6 - 2024 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
في الأسبوع الماضي، عقد وزير الطاقة وليد فياض مؤتمراً صحافياً لتفنيد المزاعم التي حاول أن يروّج لها وزير الاقتصاد أمين سلام، بشأن العرض القطري - الفرنسي (قطر للطاقة بالشراكة مع توتال إينرجيز» لإنشاء معامل إنتاج الكهرباء في لبنان. ما قاله فياض، يوضح أن سلام حوّل «خبرية» متداولة عن معمل بقدرة 100 ميغاواط، ليصبح ثلاثة معامل بقدرة 450 ميغاواط. ما لم يقله فياض، أن سلام كان يقصد «التنمير» على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تلقّى العرض منذ 25 حزيران 2023، وأخفى مناقشاته مع التحالف القطري - الفرنسي لنحو عشرة أشهر، قبل أن يحيله إلى وزير الطاقة مشوباً بعيوب جوهرية تمنع تطبيقه.
عرض مباشر للخصخصة
في مطلع 2023، انطلقت النقاشات بين ممثلي تحالف «قطر للطاقة» - «توتال إينرجيز»، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإنشاء معمل إنتاج كهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط. وفي نهاية حزيران من السنة نفسها، قدّم التحالف عرضاً رسمياً يقترح بموجبه «مواقع مناسبة» لإنشاء هذا المعمل في محافظة البقاع، وتحديداً في مقنة ورأس بعلبك. يومها ربط التحالف الأمر بضرورة إجراء دراسات جدوى تقنية للمواقع وتحديد ملكية الأراضي التي يحتاج إليها، على أن يتم اختيار موقع المعمل بعد التنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان والتأكّد من أنه مناسب لربطه على شبكة الكهرباء ولا سيما لجهة قربه من نقاط التوزيع ومحطات التحويل.
العرض يتضمن أن يكون التحالف مسؤولاً عن «التطوير والتمويل والتنفيذ والتشغيل والصيانة» على قاعدة «الإنشاء، التملك والتشغيل». وبناءً على ذلك، طلب تأمين دعم حكومي يتوزّع على ثلاث جهات:
- من وزارة الطاقة، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، لمناقشة الإطار القانوني لتأسيس المشروع وتنفيذه على المدى الطويل في إطار «اتفاق شراء الطاقة»، أي ما يشبه الاتفاقيات السابقة (قبل الأزمة) لمشروع إنتاج الكهرباء من الرياح في محافظة عكار (لم يُنفذ). بالإضافة إلى تأمين التوصل إلى اتفاق مع وزارة المال ومصرف لبنان في ما يتعلق بالتحويل المالي بالعملة الأجنبية إلى الخارج، والتأكد من أن الإيرادات ستكون بالدولار.
- أن تقوم مؤسسة كهرباء لبنان بتسهيل وتأمين وصل المعمل على الشبكة.
- أن تؤمّن السلطات المحلية للتحالف ما يلزم من تسهيلات لتأمين حصوله على التراخيص والأراضي المطلوبة للمباشرة بالمشروع.
وجاء العرض موقّعاً من الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعد شريدة الكعبي، ومن الرئيس التنفيذي لشركة توتال إينرجيز باتريك بويانيه.
عندها دار نقاش بين ميقاتي والتحالف، انتهى برسالة ثانية وردت إلى ميقاتي في منتصف نيسان 2024 حين جدّد التحالف عرضه. مضمون الرسالة فيه الكثير من الكلام الدبلوماسي عن توجيه الشكر والامتنان للاهتمام الحكومي بالعرض في معرض تأكيد رغبته في متابعة النقاش ضمن إطار «اتفاق شراء الطاقة»، لمدّة 25 سنة التي سبق أن وقّع لبنان مثلها يوم قرّر الترخيص بإنشاء شركة إنتاج طاقة من الرياح في عكار. لكنّ التحالف كان يرغب أكثر في معرفة الإطار القانوني الذي يعمل في إطاره والإطار التجاري أيضاً، لذا أعاد تأكيد مطالبه وحصرها بثلاث مسائل:
- تأسيس إطار قانوني للتراخيص بين الحكومة والتحالف لتسريع التنفيذ ومعالجة مسألة الترخيص ولا سيما لجهة إمكانية تطبيق المشروع من خلال أحد التراخيص التي منحتها الحكومة في أيار 2022 بإنشاء معامل على الطاقة الشمسية بقدرة 15 ميغاواط. كما طلب التحالف معرفة قابلية العمل المصرفي بما فيه تأمين الضمانات المالية وضمان تحويل إيرادات المشروع إلى الخارج.
- تحديد ودراسة وتخصيص المواقع العامة التي تتلاءم مع المتطلبات التقنية والبيئية والاجتماعية لتمكين التحالف من تطوير وتنفيذ وتشغيل المشروع والاستمرار فيه بالتوازي مع الربط على الشبكة.
- تأمين كل التراخيص للحصول على الأرض المناسبة والتنفيذ. وهذا يتطلب الوصول إلى الموقع، وحقوق المرور من المشروع إلى الشبكة، وتراخيص من الحكومة والقوى المحلية.
تأكيد القدرة والاهتمام على تأمين هذه النقاط، فإن التحالف سيقوم بأقصى جهد ممكن لإنشاء وتطبيق المشروع بسرعة.
البحث عن الترخيص
إذاً، المسألة لا تتعلق بثلاثة معامل، بل بإنشاء معمل واحد بقدرة 100 ميغاواط ينتج الكهرباء بواسطة الشمس. لذا، فإن عبارة «تصويب البوصلة» التي اختارها سلام لانتقاد التأخّر في التنفيذ هي كلام سياسي من موقع رجل يرشّح نفسه لرئاسة الحكومة ويقدّم نفسه بديلاً من ميقاتي. لذا، بالغ سلام في تقديم المسألة باعتبارها خياراً أساسياً، بينما كان يمكنه أن يسلط الضوء على ممارسات ميقاتي تجاه التعامل مع هذه العروض. طبعاً لا سلام ولا ميقاتي، يرغبان في رفض هذه العروض انطلاقاً من كونها خصخصة لحقوق إنتاج الكهرباء في لبنان. لكنّ فياض فنّد المشروع بشكل واضح انطلاقاً من كون التحالف يقدّم عرضاً هو أشبه بمواجهة «الحصار المالي المحلي والدولي» المفروض على لبنان، مشيراً إلى أن العرض هو عبارة عن «معمل إنتاج كهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاواط» على طريقة الـBOT أي «عقد شراكة بين القطاعين العام والخاص يسمح للقطاع الخاص للاستثمار ببناء معمل بقوة 100 ميغاواط ليبيع الطاقة المنتجة لمدة 25 سنة لشركة كهرباء لبنان عبر عقد لشراء الطاقة طويل الأمد مدته 25 سنة اسمه Power Purchase Agreement، وهو ليس هبة كما يزعمون وبكلفة صفر». كذلك قال إن إنشاء المعمل «يحتاج إلى أرض مساحتها مليون متر تقريباً».
ميقاتي كان يتناقش مع تحالف «قطر للطاقة» - «توتال إنيرجيز» بشكل أحادي من دون أن يطلع أحداً على ما يدور
كان لافتاً أن ميقاتي كان يتناقش مع تحالف «قطر للطاقة» - «توتال إنيرجيز» بشكل أحادي من دون أن يطّلع أحداً على ما يدور. لاحقاً تبيّن أن النقاش الفعلي، يتصل بمسألة الترخيص، إذ تبيّن أنه لا يمكن الترخيص حالياً لأي شركة بإنتاج الكهرباء من دون قانون في مجلس النواب. أما التراخيص التي مُنحت في الفترة السابقة لإنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية، فكانت تستند إلى تفويض أعطاه مجلس النواب للحكومة بمنح التراخيص والأذونات اللازمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجدّدة لمدّة ستة أشهر بسبب غياب هيئة ناظمة للكهرباء. وسبق أن حصلت الحكومة على تفويض مماثل في نيسان 2014 لمدّة سنتين، ثم مُدّد العمل بهذا التفويض لمدّة سنتين إضافيتين في نهاية 2015، ومجدّداً مُدّد العمل به لمدة ثلاث سنوات انتهت في نيسان 2022. وهذا ما يجعل العرض غير قابل للصرف، فإما على التحالف أن يشتري رخصة ممنوحة من أصل الرخص التي منحها مجلس الوزراء في وقت سابق (CMA -CGM تملك رخصتين مثلاً)، وبالتالي عليه أن يقبل حدود الترخيص أو أن يسعى لتوسيعه من 15 ميغاواط إلى 100 ميغاواط، وإما عليه أن يقدّم عرضاً وينتظر صدور قانون في مجلس النواب يجيز الترخيص.
الأخبار
- مفاوضات القاهرة: ألاعيب نتنياهو تتجدّد
- وقائع زيارة لودريان: المشكلة عند جعجع والسعودية
- إنشاء معمل بقدرة 100 ميغاواط على الطاقة الشمسية: ميقاتي أخفى العرض القطري – الفرنسي لسنة
- كارتيل المدارس ينهب الأهالي: زيادات على الأقساط تفوق 100%
البناء
- نتنياهو: بايدن غير دقيق… وبن غفير: نتنياهو يُخفي شيئًا ولا حكومة إذا ثبت ذلك
- لبيد: الشمال يحترق ومعه قوة الردع… وسموتريتش يدعو لإحراق بيروت لإشغالها
- اليمن يستهدف إيلات بصاروخ فلسطين… والمقاومة العراقيّة ضربت هدفاً في حيفا
- خامنئي: لا مجال لإنقاذ الكيان من مأزقه ولن يتعافى من ضربة طوفان الأقصى
- خبراء في الأمم المتحدة: الاعتراف بدولة فلسطين إقرار بحق شعبها ونضاله من أجل الحرية
الجمهورية
- واشنطن تستعجل الهدنة رغم التصعيد
- باقري لتطوير التعاون مع لبنان
- 3 أشهر خطرة في الجنوب
- ردًا على الحملات السلبية: هذا ما أنجزه لودريان
- نتنياهو: مقترح بايدن بشأن غزة "غير مكتمل"
- الصين تنفي الضغوط بشأن قضية السلام حول أوكرانيا
اللواء
- ضغط جبهة الجنوب يضاعف المخاطر.. ونيران المسيَّرات تحرق المستعمرات
- وفدان لبرّي و«القوات» في قطر.. والتحرُّك الجنبلاطي يصطدم برفض جعجع
- مجموعة الـ7 تتبنى خطة بايدن.. وواشنطن تكذب تنصل نتنياهو
- ضباط يشككون بقيادة هاليفي.. وعائلات الأسرى تنام في شوارع "تل أبيب"
- فوز الرياضي انتصار لكل لبنان
الديار
- هل يجهض سجال بري ــ جعجع مبادرة الدوحة «التشاورية»؟
- سموتريتش يفقد أعصابه ويهدد بقصف بيروت وطهران تحذر!
- غارة بسرب من المسيرات والنيران تحرق مستوطنات الشمال
- نتنياهو غير متعاون مع مقترح بايدن وواشنطن ترمي الكرة في ملعب حماس
- باقري كني: العلاقات بين إيران ولبنان مؤشر رئيسي للاستقرار في المنطقة ونجدد المقترح الإيراني بتسليم الوقود إلى لبنان
النهار
- انطلاقة جنبلاطية اليوم… على وقع تهديد "إسرائيلي"
- استقالة مفاجئة للحكومة المصرية.. مدبولي يعود بتشكيلة قبل الأضحى
- دعم دولي وعربي واسع لاقتراح بايدن وواشنطن تضع الكرة في ملعب حماس
- إجراءات قضائية بحق "المتمردة" غادة عون
نداء الوطن
- الراعي وقائد الجيش اليوم إلى رأس بعلبك
- جعجع وباسيل يرفضان "العُرف الرئاسي" وتحذير من إمساك "الثنائي" بالجمهورية
- واشنطن "تُقاتِل ديبلوماسيًّا" لإنجاح مقترح بايدن