الثبات ـ دولي
أكّدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنّ حركة "حماس" تستمر في إظهار قُدرتها على الصمود بشكلٍ ملحوظ، ولا سيما في شمالي قطاع غزّة.
وفق خبراء للصحيفة فإنّ "إظهار القُدرات من قبل حماس ضد القوات الإسرائيلية في شمالي القطاع يُشكّل تحدياً كبيراً للجهود العسكرية الإسرائيلية"، وذلك على الرغم من نجاح القوّات الإسرائيلية في تطهير مناطق مثل جباليا وحي الزيتون.
وبحسب "الغارديان"، فإنّ "حماس" تمكّنت من إعادة فرض سيطرتها على مناطق شمالي قطاع غزّة. وقد أشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيال هولاتا إلى أنّ إصرار مقاتلي "حماس" على الصمود في الشمال، استلزم عمليات مُتكررة للقوات الإسرائيلية لاستعادة هذه المناطق.
ويعتقد محللون أنّ عدد مقاتلي "حماس" في شمال قطاع غزّة، الذي يفترض أنّ القوات الإسرائيلية قد طهّرته قبل أشهر، أكبر من عدد مقاتلي "حماس" في مدينة رفح جنوبي القطاع.
"حماس" قادرة على التعافي
ويدّعي رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون أنّ هجومهم المستمر في رفح سوف يحقّق هدف تحييد "حماس" وتحرير الأسرى. ولكنّ الصراع في جباليا، حيث واجهت "حماس"، "الجيش" الإسرائيلي بإصرار مفاجئ، يؤكد قُدرة المجموعة على التعافي، الأمر الذي يُهدّد بـ"حرب أبدية" لأشهرٍ أو حتى لسنواتٍ مقبلة.
وقال مايكل ميلستين من مركز "موشيه ديان" الإسرائيلي لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أنّ "حماس" تبقى السلطة الأساسية في قطاع غزّة، بعد أن تكيّفت مع الوضع الجديد.
وأضاف "منذ الوصول إلى السلطة في العام 2007، حافظت الحركة على هيكل الحكم، لذلك هناك سلطة واحدة مُهيمنة وبارزة في غزّة هي "حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ السكان في جباليا شاهدوا مسؤولين من "حماس"، في أيار/مايو الماضي، وهم يقومون بدورياتٍ في الأسواق، ويفرضون ضوابط على أسعار السلع الرئيسية ويُنظّمون توزيع المساعدات.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ أغلبية الجنود في "الجيش" الإسرائيلي "يعتقدون أنّ العملية الجديدة في جباليا عبثية"، ونقلت عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إنّ "العمليات الأخيرة أظهرت أنّ تقديرات الجيش ليست صحيحة، في ما يتعلق بالبنية التحتية لحماس".
وقبل ذلك، أكد عضو "الكنيست" الإسرائيلي، عاميت ليفي، أنّ "كل كتائب حماس الـ24 موجودة في غزة، بحيث لم يتم تدمير أي واحدة منها"، مضيفاً أنّه إلى جانب صمود "حماس"، لا تزال حركة الجهاد الإسلامي موجودة، و"كذبوا علينا بأنّه تم القضاء عليها".
والشهر الماضي، أظهر استطلاع للرأي، أنّ 48% من الإسرائيليين يرون أنّه لا يمكن إخضاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مقابل 35% يرون ذلك ممكناً.