"الغارديان": رئيس "موساد" الأسبق هدد المدعية العامة للجنائية الدولية لمنع التحقيقات

الثلاثاء 28 أيار , 2024 12:36 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، يوسي كوهين، هدّد المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في سلسلة من الاجتماعات السرية حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب.

ووفق الصحيفة، فإنّ الاتصالات السرية التي أجراها يوسي كوهين مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية آنذاك، فاتو بنسودا، جرت في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الصحيفة إن تورط كوهين الشخصي في العملية ضد المحكمة الجنائية الدولية حدث عندما كان مديراً لـ"الموساد"، وقد تم التصريح بأنشطته على مستوى عالٍ، وتم تبريرها على أساس أن المحكمة شكلت تهديداً بملاحقة أفراد عسكريين، وفقاً لمسؤول إسرائيلي كبير.

وبحسب مصدر إسرائيلي آخر مطلع على العملية ضد بنسودا قال إن "هدف الموساد كان مساومة المدعية العامة أو تجنيدها كشخص يتعاون مع مطالب إسرائيل".

مصدر ثالث مُطّلع على العملية، قال إن كوهين كان يعمل كـ"رسول غير رسمي لنتنياهو".

وذكرت الصحيفة أنّ كوهين، الذي كان أحد أقرب حلفاء نتنياهو في ذلك الوقت والذي برز كقوة سياسية في حد ذاته في إسرائيل، قاد شخصياً مشاركة "الموساد" في حملة استمرت قرابة عقد من الزمن من قبل الدولة لتقويض المحكمة.

وأكدت أربعة مصادر أن بنسودا أطلعت مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين للتأثير عليها، وسط مخاوف من طبيعة سلوكه المتزايد والمهدد، وفق الصحيفة.

وتابعت الصحيفة أنّ "الموساد" أبدى اهتماماً شديداً بأفراد عائلة بنسودا وحصلوا على تفريغ تسجيلات سرية لزوجها، وفقاً لمصدرين على دراية مباشرة بالوضع، ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعة المدعية العامة.

يذكر أنّ "إسرائيل" وحلفاءها يعملون على تقويض استقلالية المحكمة الجنائية الدولية، حيث حذّر أعضاء في الكونغرس، من كلا الحزبَين الديمقراطي والجمهوري، المحكمة من أنّ أي أوامر اعتقال ستصدر بحق المسؤولين الإسرائيليين، على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، ستُقابَل بانتقامٍ أميركي.

وأبدت جمعية الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية، منتصف أيّار/مايو الجاري، أسفها لمحاولات تقويض استقلالية المحكمة في تحقيقها بشأن الوضع في فلسطين المحتلة.

وقالت الجمعية، في بيان، إنّ بعض التصريحات الأخيرة بشأن تحقيق المحكمة تُعَدّ "تهديداً بالانتقام"، داعيةً كل الدول إلى احترام استقلالية المحكمة ونزاهتها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل