الثبات ـ فلسطين
يزداد المشهد الميداني في مناطق شمال قطاع غزة تصاعداً، حيث ينفذ جيش الاحتلال عملية برية واسعة في مخيم جباليا، بالتزامن مع استمرار اجتياح حي الزيتون، فيما تحافظ العملية في مدينة رفح على حدودها البرية ذاتها، وتتوسع على صعيد القصف الجوي والمدفعي. وفي المقابل، لا يظهر أداء المقاومة التي تمسك بزمام المشهد الميداني، أنها هي ذاتها التي تعرّضت لكل ذلك الضغط طوال أكثر من سبعة أشهر من الحرب، حيث يقر العدو، مثلاً، بأنه يقاتل كتائب عسكرية في مخيم جباليا لم تتعرّض لأي خدش، علماً أن الأخير كان قد شهد، أمس، معارك عنيفة جداً لم تقلّ حدتها عمّا عاشه أول من أمس. وأعلنت غالبية الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذها العشرات من المهام القتالية هناك، فيما أكدت «كتائب القسام» أنها تمكّنت، مع ساعات الصباح الأولى، من استهداف أربع دبابات من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» في محور التقدم شرق المخيم.ومع ساعات الظهيرة، حاولت الآليات الإسرائيلية التقدّم من منطقة شرق المخيم، وتحديداً من حي الصالحين وخلف مدارس «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين»، في اتجاه وسط «جباليا»، وتحديداً منطقة مركز الشرطة وعيادة الوكالة، لتقوم المقاومة حينها باستهداف دبابتين، ولتعلن «القسام» لاحقاً أنها تمكّنت من تدميرهما. وعن المحور نفسه، أعلنت «القسام»، مجدداً، مع ساعات العصر، تدمير جرافة عسكرية من نوع «D9»، فيما أكّدت أنها تمكّنت، في عملٍ نوعي آخر، من إسقاط قذيفة «الياسين 105» من طائرة «درون» على دبابة «ميركافا». ومن جهتها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة بقذيفة «آر بي جي» شرق المخيم. أما «سرايا القدس» فقد أفادت بأنها تمكّنت من قنص جنديين إسرائيليين خلف مدارس أبو زيتون شرق المخيم، بينما ذكرت «القسام»، أيضاً، أنها تمكّنت من قنص جندي آخر في محيط حي الصالحين شرق مخيم جباليا. كذلك، أعلنت «لجان المقاومة الشعبية» أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف مدخل مبنى «شرق - بلوك 2» بقذيفة مضادة للأفراد، عندما حاولت قوة راجلة من جيش الاحتلال الدخول إليه، ما تسبّب بإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح.
يشير المنحنى البياني للعمل المقاوم إلى تصاعد بفارق 5 عمليات عن يوم أول من أمس
وفي محصّلة الأمر، لم يشهد العمل المقاوم أي تراجع يُذكر في مخيم جباليا، حيث يقاتل العدو خلايا عسكرية بكراً، تقدّم أعلى مستويات الأداء. وبلغت حصيلة الآليات المستهدفة، نهار أمس، 10 آليات، بالإضافة إلى ثلاث عمليات قنص، فضلاً عن عشرات عمليات الاستهداف للقوات المتوغّلة بقذائف «الهاون». وهنا، يشير المنحنى البياني للعمل المقاوم إلى تصاعد بفارق 5 عمليات عن يوم أول من أمس، حيث نفّذت المقاومة، الإثنين، 17 عملية ميدانية مقارنة بـ12 مهمة، الأحد.
أما في حي الزيتون، فلا تزال الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تسدّد ضربات موجعة للقوات المتوغلة؛ إذ أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكنوا من تفجير آلية عسكرية بعبوة برميلية من طراز «ثاقب» شديدة الانفجار قرب مسجد بدر في حي الزيتون. كما أعلنت أنها تمكّنت من دك القوات المتوغلة بعدد من قذائف «الهاون». وفي رفح، لا تزال تمارس المقاومة أعلى مستويات المشاغلة، حيث دكّت «سرايا القدس»، بالمشاركة مع «كتائب القسام»، معبر رفح البري بوابل من قذائف «الهاون»، ما تسبب بإصابة 10 جنود، بينهم ثلاثة إصاباتهم خطيرة. كذلك، جدّدت «القسام» دكّها لمعبر رفح البري بالعشرات من قذائف «الهاون»، فيما أعلنت أيضاً استهداف دبابة بقذيفة «الياسين 105» في شارع جورج، شرقي رفح. أيضاً، أعلنت «السرايا»، بدورها، أنها تمكّنت من استهداف تجمع لجنود العدو بالعشرات من قذائف «الهاون»، في الشارع نفسه.
وبالتوازي مع المشهد الميداني المشتعل، وجّه الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، ضربة معنوية جديدة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بإعلانه أنه «نتيجة القصف الصهيوني الهمجي خلال الأيام العشرة الماضية، انقطع اتصالنا مع مجموعة من مجاهدينا تحرس أربعة من الأسرى الصهاينة، من بينهم الأسير هيرش جولدبيرغ بولين»، الأمر الذي يرجّح أن هؤلاء الأسرى قضوا في القصف الإسرائيلي.