الثبات ـ لبنان
عمَّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حالة اليأس لدى بعض الداخل اللبناني والخارج الدولي إزاء إمكانية فكّ الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة. والأمر نفسه ينسحب على جزء من الإسرائيليين الذين بدأوا يسلّمون بهذه الحقيقة، بعدما تحوّلت هذه المعادلة إلى معطى ثابت في المشهد الميداني والسياسي الذي يفرض نفسه على طاولة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، خصوصاً أن «الأميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة».ونتيجة ذلك، سيحضر هذا الربط أيضاً في تقدير الخيارات إزاء مستقبل الحرب على غزة. على هذه الخلفية، أتى تأكيد السيد نصرالله على أن أحداً لن يستطيع أن يفكّ الارتباط بين الجبهتين، مشيراً إلى أن «كل الضغوط الخارجية والداخلية والتهويل ومواعيد الحرب الشاملة لم تنجح» في فكّ جبهة لبنان عن جبهة غزة. وحسم بأن «جبهة المقاومة في لبنان مستمرة وتصعّد حسب معطيات الميدان»، وتوجّه إلى المستوطنين الإسرائيليين في الشمال الذين يريدون العودة قبل بدء العام الدراسي المقبل بالقول: «اضغطوا على حكومتكم لوقف الحرب على غزة» أولاً.
وفي الذكرى الثامنة لاستشهاد القيادي مصطفى بدر الدين، توجّه نصرالله «بالتحيّة للمقاتلين في كلّ الجبهات الذين يسطّرون أروع مشاهد البطولة والشجاعة والقوّة، ونحن نرى اليوم مع كل مُسيّرة انقضاضية أو استطلاعية، ثمار تضحيات الشهداء، خصوصاً الحاج عماد مغنيّة والسيد مصطفى بدر الدين والحاج حسان اللقيس والحاج قاسم سليماني والشهيد زاهدي والشهيد حجازي».
وكان لافتاً أن يبدأ نصرالله خطابه بالتذكير بالدور الذي لعبته وتلعبه سوريا في ما تشهده المنطقة متسائلاً: «لو لم تنتصر سوريا في الحرب الكونية وأتت معركة طوفان الأقصى ماذا سيكون حال المنطقة ولبنان؟»، مضيفاً أنه «رغم الحصار والأوضاع الصعبة، سوريا ما زالت في موقعها، وموقفها راسخ وثابت من القضية الفلسطينية».
وقدّم نصرالله حصيلة لنتائج الحرب التي تقودها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، مشيراً إلى أن من بين أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة «إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسيّة وحقوق شعبها في الداخل والشتات عندما كان الحكام العرب سيوقّعون أوراق موتها في خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني التي كانت قادمة خلال أشهر». وأضاف أن «التظاهرات في الجامعات الأميركية والأوروبية التي تحمل اسم فلسطين هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده... وبعد طوفان الأقصى باتت القضية الفلسطينية حاضرة على كل لسان وفي كل دول العالم»، مؤكداً أن «طوفان الأقصى والصمود ودماء الأطفال والنساء في غزة وجنوب لبنان وكل منطقة، قدّمت الصورة الحقيقية لإسرائيل قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدولية وعلى القيم الإنسانية والأخلاقية».
نصعّد حسب معطيات الميدان والأميركي والفرنسي سلّما بأن لا فكّ للجبهات
ولتقييم نتائج المعركة الحالية، دعا نصرالله إلى الاستماع «إلى ما يقوله إعلام العدو عن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه. في الشهر الثامن للحرب على غزة، هناك إجماع في إسرائيل على الفشل في تحقيق أهداف الحرب والعجز عن استعادة الأسرى وإعادة المستوطنين إلى غلاف غزة والشمال وتأمين سفنها». وشدّد على أن «إسرائيل بلا ردع اليوم، ولم تنجح في ردع المقاومة من كل دول المحور، وأصبحت صورتها متآكلة، وجنرالاتها يتحدّثون عن مأزق. والإسرائيلي يتخوّف من الخروج من غزة لكون ذلك يعني هزيمته ويُعد كارثة له». وأشار إلى أن «الإسرائيليين يتحدّثون عن استنزاف يومي في غزة وفي جبهات الإسناد وفي الاقتصاد»، ولذلك «حتى لو دخل العدو إلى رفح فهذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة». وقال إن «نتنياهو فوجئ بموافقة حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار فأعلن رفضه لأن هذا بمثابة هزيمة لإسرائيل»، مؤكداً أن «المسرحيات التي نشاهدها يجب ألا تخدع أحداً، وأميركا لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل». وخلص إلى أن أمام العدو خيارين، «إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه حماس أو المضي في حرب استنزاف تأكله».