الثبات ـ لبنان
لا يكفّ حزب الله في معركة الإسناد لجبهة غزة عن مفاجأة المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل. فبعد سلاح المُسيّرات وهجماتها الناجحة، أدخَلَ الحزب أمس إلى ميدان المواجهة صواريخ «جهاد مغنية» الثقيلة الجديدة، ما أضفى اضطراباً إضافياً على المشهد الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، المضطرب أساساً على وقع عمليات الحزب النوعية، والدقّة في إدارة الميدان.ويزيد هذا التطور من خيبة مستوطني الشمال لانعدام أي أفق للعودة إلى المستوطنات التي فرّوا منها تحت وطأة ضربات حزب الله، ويتعاظم القلق في صفوفهم جرّاء الارتقاء التدريجي والنوعي لعمليات الحزب، ما يؤشر إلى فشل كل محاولات حكومتهم لإيجاد الشروط المناسبة لعودتهم، ويعزّز نظرية «الردع المضاد» التي فرضها الحزب شمالاً، من خلال إدارته للتصعيد والتدرّج في إدخال قدرات متنوعة براً وجواً، ساهمت جميعها في تكريس الردع.
هذا الواقع ينعكس بصورة واضحة في اجتماعات حكومة العدو واللجان المنبثقة عنها لدى دراسة واقع الجبهة الشمالية. وفي هذا السياق، قالت القناة 12 العبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبّخ الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت في جلسة نقاش حول الوضع في الشمال بعدما أشار الوزراء إلى ضرورة التعامل مع تهديد حزب الله وإعادة مستوطني الشمال الذين تمّ إجلاؤهم، وطلب منهم نتنياهو التوقف عن إثارة هذا الأمر، خصوصاً بعدما أثارت التهديدات والوعود المتكررة التي يطلقها السياسيون الإسرائيليون موضع تندّر وتبرّم بين المستوطنين وفي الصحافة.
ونقلت القناة نفسها عن ضابط احتياط في جيش الاحتلال قوله إن «حزب الله يحفر في الوعي الإسرائيلي دماراً، بينما نجلس هنا ونتحدّث». فيما قال اللواء احتياط إيتان دانغوت، منسّق شؤون المناطق الفلسطينية سابقاً، للقناة 12، إن مستوطنات الشمال، مثل المطلة، صارت مدمّرة من ناحية البنية التحتية، والمزيد من المنازل تصبح خارج الاستخدام كل يوم، مضيفاً أنّ الهدف التالي هو كريات شمونة». وفي المقابل، اعتبر أن جنوب لبنان «محصّن من ناحية البنية التحتية».
ومن ضمن سلسلة عملياته النوعية اليومية، استهدف حزب الله أمس انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع زبدين في مزارع شبعا بالصواريخ الثقيلة الجديدة من طراز «جهاد مغنية» أصابت هدفها إصابة مباشرة. وصواريخ «جهاد مغنية» تكتيكية غير موجّهة، ذات قدرة تدميرية كبيرة، برأس حربي يبلغ وزنه 120 كيلوغراماً، من إنتاج المقاومة الإسلامية.
طلب نتنياهو من وزرائه الكفّ عن إطلاق الوعود بإعادة المستوطنين إلى الشمال
واستهدف حزب الله أمس أيضاً آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين المسماة «راميم» بالصواريخ الموجّهة وأصابها «إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدمير الآلية والتجهيزات الأخرى». كما هاجم التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بالصواريخ الموجّهة.
وشنّ الحزب السبت هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية استهدفت قاعدة بيت هلل العسكرية ومنصات القبة الحديدية المستحدثة، ما أدى إلى تعطيل بعضها بشكلٍ كامل. وبعد الهجوم، عَاود مقاتلو الحزب إطلاق مُسيّرة انقضاضية استهدفت تجمّع ضباط العدو الإسرائيلي وجنوده المُتوقع عقب الهجوم في وسط القاعدة، ورغم محاولة العدو اعتراضها بالطيران الحربي (إف 16) وفشله في ذلك، وصلت المُسيّرة إلى هدفها وأصابته إصابةً دقيقة.