الثبات ـ عربي
وقعت كتل وقوى سياسية ومدنية ومجتمعية سودانية مساندة للجيش السوداني ميثاقا في القاهرة لحل الأزمة والتأسيس لمرحلة انتقالية في البلاد، وإجراء حوار سوادني-سوداني لتحديد شكل ونظام الحكم، وأقرت شراكة عسكرية مدنية في مجلس السيادة وحكومة بلا محاصصات حزبية.
يأتي ذلك بالتزامن مع ترتيبات إعلان مرتقب لحكومة حرب، بعدد أقل من الوزراء وتقليص المفوضيات.
وجاء إعلان «ميثاق السودان لإدارة الفترة الانتقالية التأسيسية وإنهاء الحرب» بعد اجتماعات ضمت تنظيمات، أبرزها الكتلة الديمقراطية التي تشمل عددا من الحركات المسلحة التي أعلنت انحيازها للجيش وتنظيمات أخرى بالإضافة إلى الحزب الاتحادي الأصل وفصيل من حزب المؤتمر الشعبي وحزب الأمة الإصلاح والتجديد المنشق عن حزب الأمة القومي.
وقع على الميثاق كذلك المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الذي يتزعمه محمد الأمين ترك ومجلس الصحوة الثوري بقيادة موسى هلال وهو غريم زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأكد الميثاق على ضرورة إنهاء الحرب وحماية وحدة السودان وسيادته وشرعية الجيش واحتكاره استخدام القوة الشرعية.
ودعت إلى فترة تأسيسية انتقالية لحكم البلاد، وفق حوار سوداني- سوداني، مشيرة إلى تشكيل لجنة لوضع الترتيبات الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية بعد الحرب.
وبينما تحتدم المعارك في مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب السودان، تشهد ولاية شمال كردفان تقدما لقوات الجيش منذ الثلاثاء، بينما لا تزال عمليات الكر والفر مستمرة بين الجانبين.
بالتزامن وبعد انتشار فيديو مقتل جندي من قوات الدعم السريع والتمثيل بجثته في ولاية الجزيرة، توالت عمليات تصفية طالت أسرى الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور وشمال كردفان.
وأظهر مقطع مصور جديد، تصفية اثنين من أسرى الجيش على يد قوات الدعم السريع، بعد معارك عنيفة شهدتها ولاية شمال كردفان. وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بتصفية أسرى آخرين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي ردود الفعل الشاجبة قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أنها تابعت خلال الأيام الماضية مشاهد مروعة لأحد منسوبي القوات المسلحة يقوم ببقر بطن قتيل ويخرج بعض أحشائه الداخلية وهو ما أحدث ردود فعل غاضبة ومستنكرة محلية وإقليمية.
وأشارت إلى أن الساعات (72) الماضية شهدت تبادلاً في انتهاكات تصفية الأسرى في الفاشر بواسطة عناصر تتبع للقوات المسلحة، وبعد معارك شمال كردفان حيث قامت عناصر تتبع لقوات الدعم السريع بإعدام إثنين من الأسرى التابعين للجيش.
وأدانت (تقدم) تصاعد وتيرة الانتهاكات، داعية الطرفين للإقرار بهذه التجاوزات عوضاً عن إنكارها أو التنصل منها لضمان عدم تزايدها.
وشددت على أن الصمت عليها يترتب عليه مجاهرة وتباهي، مستنكرة تصوير إعدام الأسرى بدم بارد ودعوة أحد الضباط خلال مخاطبته لجنود القوات المسلحة إلى قطع الرؤوس وإحضارها من أجل تحفيزهم.
وأشارت التنسيقية إلى أن رؤيتها ظلت مستندة على ضرورة التصدي لإنتهاكات الحرب بوقفها ومعالجة تداعياتها الإنسانية من أجل إنقاذ حياة ملايين السودانيين.
وقال القيادي في (تقدم) نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف أن الفيديو المتداول الذي يصور منسوبين للدعم السريع وهم يقومون بتصفية أسرى من القوات المسلحة هو فعل بشع ومدان بأشد عبارات الإدانة، مشددا على ضرورة محاسبة من ارتكبوا هذه الجريمة. وأضاف في منشور على تطبيق (أكس): إن هذه الحرب تكشف كل يوم عن أوجه بشاعتها غير المتناهية، لتمزق وطننا وتضاعف من عمق جراحاته التي لن تطيب ابداً إذا ما استمر هذا القتال.
وشدد على ضرورة الوقف الفوري للقتال والتصدي لكل من يغذي استمرارها بالقول أو الفعل.
وطالبت (تقدم) قادة طرفي الحرب ممثلين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باتخاذ القرار الصائب بالعودة إلى مفاوضات منبر جدة واستكمال التفاهمات السابقة والتي كان آخرها في العاصمة البحرينية المنامة.
ودعت إلى تجنيب البلاد الكلفة الباهظة لاستمرار الحرب، مضيفة: أن «الجميع خاسرون في هذه الحرب ما عدا فئة ضالة تمثل النظام السابق «.