الثبات ـ لبنان
أجرت القناة "الـ12" الإسرائيلية تحقيقاً بعنوان "هكذا نخسر الشمال"، قام فيه مراسلها، يوسي مزراحي، بجولة في مختلف أنحاء المستوطنات الشمالية المهجورة، من البحر حتى جبل الشيخ.
وأوردت القناة أرقاماً لأعداد المستوطنين الذي خرجوا من المستوطنات الشمالية، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، منذ ما يزيد على 6 أشهر.
وبحسب تقديرات رؤساء السلطات الاستيطانية الشمالية، تمّ إجلاء 62,000 شخص إلى فنادق وإلى شقق تم استئجارها، إلا أنّ هذا الرقم من المحتمل أن يكون أكثر ارتفاعاً، بحسب ما أوضحت "القناة الـ12".
أما المستوطنين الذين نزحوا بإرادتهم فيقارب عددهم الـ30,000، بحسب ما ذكرت القناة.
"القناة الـ12" أشارت أيضاً، قبل عرض التحقيق، إلى استطلاع واسع للرأي، أجراه "مركز المعرفة للكلية الأكاديمة الإسرائيلية تل حاي"، حيث سأل المستوطنين النازحين من الشمال عن مستقبلهم.
وأظهر الاستطلاع "معطيات غير مشجّعة"، حيث أكد 40% من المستطلَعين الذين جرى إجلاؤهم أنّهم يدرسون عدم العودة، فيما بلغت نسبة أولئك الذين نزحوا بصورة مستقلة 38%.
ومن بين مستوطني الشمال الذين لم يتم إجلاؤهم، يدرس 10% عدم البقاء في المنطقة، بحسب الاستطلاع.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه النازحون مشكلاتٍ ماديةً، حيث أفاد 39% من الأُجراء النازحين، و73% من أصحاب المهن الحرّة النازحين أيضاً، عن وضع اقتصادي أسوأ، منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، يفكّر 27% من المستقلّين الذين تم إجلاؤهم بنقل نشاطهم التجاري من الشمال بصورةٍ دائمة.
وقبل أيام، كشف إعلام الاحتلال حجم الضرر الذي لحق بمستوطنات الشمال، التي باتت "مهجورةً بالكامل".
وفي هذا الإطار، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ "الهدف الاستراتيجي لإسرائيل، المتمثل بإبعاد قوة الرضوان في حزب الله عن الحدود كي يستطيع سكان الشمال العودة إلى منازلهم، لم يتحقق".
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان "195 يوماً من النيران في الشمال: المستوطنات فارغة"، إنه بعد نصف عام من الحرب، لا تلوح النهاية في الأفق شمالاً.