الثبات ـ فلسطين
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ "إسرائيل" فشلت مرة أخرى في تقدير العدو، من خلال استهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال العميد زاهدي، بحيث لم تأخذ في الحسبان عواقب الاغتيال، وعرّضت نفسها لهجوم إيراني غير مسبوق بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مؤكدة أنها تواصل التصرف بتسيب.
وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، انهماك رئيس الحكومة وأعضاء "كابينت" الحرب بكثافة في الجبهة الإضافية ضد إيران، بينما يقبع 133 أسيراً إسرائيلياً في سجون حماس منذ أكثر من 6 أشهر.
واستغربت الصحيفة أنه بدلاً من تركيز كل الجهود في إنهاء الحرب على غزة كجزء من صفقة مع حماس، بادرت "إسرائيل" إلى عملية هجومية ضد إيران، وقررت الآن تحديداً اغتيال المسؤول الإيراني محمد رضا زاهدي.
وأكدت الصحيفة أنّ قضية الأسرى هي جبهة "إسرائيل" المشتعلة، وأنه يجب على الحكومة وضع مهمة إعادتهم على رأس سلم أولوياتها، لكن ما يتضح من كل خطوة من خطواتها هو أن الأمر ليس كذلك.
ورأت الصحيفة أنه بدلاً من تسخير الدعم المتجدد مع "إسرائيل" في مواجهة الرد الإيراني، والاستفادة من التحالف الذي ساند "إسرائيل" في محاولة التصدي للصواريخ الإيرانية، لصالح إعادة الأسرى، يبدو أنهم قرروا الرد على الهجوم الإيراني والتخلي عن الأسرى والمخاطرة بحرب إقليمية.
وذكّرت الصحيفة نتنياهو وشركاءه في صنع القرار بأهداف الحرب التي حددوها هم أنفسهم: القضاء على حماس وإعادة الأسرى، وبأنه بعد مرور نصف عام، لم يتم تحقيق أي من الأهداف.
وتساءلت الصحيفة كيف سيؤدي بالضبط تحويل الاهتمام والموارد إلى الحرب مع إيران إلى دفع أهداف الحرب؟ وكيف ستضمن "إسرائيل" إبقاء حزب الله خارج الصورة؟ وكل هذا فيما في الخلفية تدهور خطير في الضفة الغربية؟
ودعت الصحيفة الجمهور الإسرائيلي، الخائف على حياة الأسرى ومستقبل "إسرائيل"، أن يزيد من احتجاجه ضد الحكومة، مؤكدةً أنّ "إسرائيل" في أيدٍ غير مسؤولة، ويجب إيجاد طريقة لإبعاد المسؤولين الحاليين عن المقود قبل أن ينفد الوقت.