الثبات ـ منوعات
اكتشف علماء الآثار لوحات جدارية رائعة، تعرف باسم "فريسكو"، في مسكن خاص على طول شارع فيا دي نولا، أحد أطول شوارع بومبي، بعد مرور نحو 2000 عام على دفنها تحت الأنقاض البركانية.
واكتُشفت اللوحات الجدارية في "الغرفة السوداء"، وهي قاعة احتفالات "مهيبة" ذات جدران سوداء أنيقة. وتتكون أرضية الغرفة الفسيفسائية من أكثر من مليون بلاطة بيضاء صغيرة ومرتبة بشكل معقد.
وتصور إحدى اللوحات الفنية "هيلين طروادة"، وهي امرأة جميلة في الأساطير اليونانية، تلتقي بباريس "أمير طروادة" للمرة الأولى.
وتقول الأسطورة إن هروبهما معا أدى إلى إشعال حرب طروادة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
وقالت الدكتورة صوفي هاي، عالمة الآثار البريطانية التي تعمل في حديقة بومبي الأثرية، إن "اللوحات الجدارية "عالية الجودة" اعتمدت على الجدران السوداء كخلفية للمشهد.
وهناك لوحة جدارية ثانية، اكتُشفت حديثا في الغرفة، تصور الإله اليوناني أبولو وهو يحاول إغواء الكاهنة كاساندرا.
ووصف الدكتور أندرو سيليت، محاضر الكلاسيكيات في جامعة أكسفورد، اللوحات الجدارية بأنها "رائعة جدا" لاحتمال رسمها بالقرب من موقع ثوران البركان.
وقال لـ MailOnline: "يبدو أنها دفنت بعد وقت قصير جدا من رسمها".
وفي الوقت نفسه، تظهر لوحة جدارية ثالثة في الغرفة السوداء ليدا، والدة هيلين طروادة. وتُظهر اللوحة الرابعة، التي بالكاد تم الكشف عنها من المواد البركانية القديمة، شخصية أنثى تبدو وكأنها تحمل طبقا.
ويأمل الخبراء أن يتم عرض اللوحات الجدارية المكتشفة حديثا لعامة الناس في بومبي، التي تستقبل ما يقرب من 4 ملايين زائر سنويا.
الجدير بالذكر أن مدينة بومبي تعرضت لدمار كبير بسبب ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد، لكن الحفريات لا تزال تسفر عن اكتشافات قديمة.
وكانت بومبي مدينة رومانية مزدهرة وثرية، وبلغ عدد سكانها نحو 11 ألف نسمة قبل ثوران فيزوف.
ودمر الحدث الكارثي مستوطنات بومبي، وكذلك مستوطنات هيركولانيوم وتوري أنونزياتا وستابياي، ما أسفر عن مقتل نحو 16000 نسمة.