الثبات ـ عربي
أعلن برنامج الأغذية العالمي عن وصول بعض مواد الإغاثة، إلى إقليم دارفور غرب السودان، للمرة الأولى منذ أشهر عبر الحدود مع تشاد.
وذكر البرنامج أن المنظمة تمكنت من جلب إمدادات غذائية إلى دارفور في السودان، لأول مرة منذ أشهر، معربة عن قلق البرنامج البالغ من أنه ما لم يحصل شعب السودان على تدفق مستمر من المساعدات عبر جميع الممرات الإنسانية الممكنة من البلدان المجاورة وعبر خطوط القتال، فإن كارثة الجوع في البلاد سوف تتفاقم.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج في السودان، ليني كنزلي، اليوم الجمعة في مؤتمر صحافي بجنيف، عبر الفيديو، من نيروبي، إن "توزيع المواد الغذائية يجري الآن في ولايتي غرب ووسط دارفور".
وبحسب البرنامج التابع للأمم المتحدة، وصلت إلى مناطق في دارفور نهاية الشهر الماضي، قافلتا مساعدات كانتا محملتين بمواد غذائية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يواجهون الجوع الحاد.
وأشارت إلى أن "قافلتين محملتين بالمساعدات الغذائية لنحو 250 ألف شخص يواجهون الجوع في شمال وغرب ووسط دارفور عبرتا الحدود من تشاد إلى دارفور في أواخر مارس الماضي".
ولفتت إلى أن هذه هي أول قوافل مساعدات للبرنامج عبر الحدود تصل إلى دارفور، بعد مفاوضات مطولة لإعادة فتح هذه الطرق، بعد أن ألغت السلطات في بورتسودان تصاريح الممرات الإنسانية من تشاد في فبراير.
ونوهت إلى أن البرنامج تمكن أيضاً من "تقديم المساعدة لحوالي 50 ألف شخص في منطقة كرري بالخرطوم الكبرى في الأسابيع الماضية وهى المرة الأولى منذ ديسمبر الماضي".
وتعد هذه الشحنات الأولى التي تدخل عبر الحدود، منذ أن منعت السلطات الموالية للجيش دخولها من ناحية الحدود مع تشاد في شباط/فبراير الماضي.
وأسفرت الحرب التي اندلعت، في شهر نيسان/أبريل 2023، وقد تسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
المجاعة والجفاف
وفي السياق نفسه، قالت كنزلي إنه "مع بدء موسم العجاف في غضون بضعة أسابيع، سوف يتزايد الجوع في السودان، وأكثر مخاوفنا هو أننا سنشهد مستويات غير مسبوقة من المجاعة وسوء التغذية تجتاح البلاد".
وأشارت إلى "صعوبة الوضع في إقليم دارفور على وجه الخصوص".
وأوضحت كنزلي أن "محصول الحبوب في دارفور، كان أقل بنسبة 78% عن متوسط السنوات الخمس الماضية، في حين وصل الجوع في ولاية غرب دارفور إلى مستويات مثيرة للقلق".
وأكدت أن الطريق من تشاد "حيوي إذا كان لدى المجتمع الإنساني فرصة لمنع المجاعة على نطاق واسع" في غرب دارفور".
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في المؤتمر الصحافي، إن الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستويات قياسية".
كذلك، حذّرت ممثلة "اليونيسف" في السودان، مانديب أوبراين، من أن تتحوّل معاناة الأطفال السودانيين إلى "أزمة منسيّة"، وأن تصبح "كارثة عبر الأجيال"، مؤكدة أن السودان "يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم".
وقالت أوبراين: "14 مليوناً من أطفال السودان في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والتعلّم، وفي مجال المياه ودعم الحماية".
وقالت: "أكثر من 3.5 ملايين طفل أُجبروا على الفرار من منازلهم منذ بداية هذه الحرب، وهذا يجعل السودان يعيش أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، كما أن هناك أكثر من 7.4 ملايين طفل في السودان لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب الآمنة الضرورية للغاية للبقاء على قيد الحياة".