الثبات ـ عربي
أكّد مراسل الميادين في حلب، مساء اليوم الخميس، مقتل القيادي في "هيئة تحرير الشام"، أبي ماريا القحطاني، في مدينة سرمدا، شمالي إدلب، الخاضعة لسيطرة "الهيئة".
وكان زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، اتهم القحطاني بالخيانة، وزجّ به في سجون "هيئة تحرير الشام" مدّة 8 أشهر، قبل أن يُطلق سراحه في إثر الضغوط التي تعرضت لها الهيئة، مطلع الشهر الماضي.
طريقة اغتيال القحطاني
وقالت مصادر المسلحين في إدلب إنّ انتحارياً فجّر نفسه داخل مضافة داخل مزرعة القحطاني في سرمدا شمال إدلب، ما أدّى إلى مقتل القحطاني وإصابة آخرين.
وتضاربت الأنباء حول طريقة اغتيال القحطاني، حيث قالت مصادر أخرى إنّه اغتيل بعبوةٍ ناسفة بسيارته، إلا أنّ الكثير من الناشطين في سرمدا نفوا ذلك، مؤكدين أنّ التفجير استهدفه داخل مقر إقامته.
وقال المغرّد الشهير في منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي المعروف باسم "اس الصراع في الشام" في تغريداتٍ له إنّ التفجير جرى بواسطة سيف مُلغّم ضمن هدية تمّ تقديمه للقحطاني في "الفيلا" التي يُقيم فيها قرب مسبح حبلوص في سرمدا شمال إدلب.
السيف الذي تحدث عنه الناشطون أنّه مُلغّم ضمن هدية تمّ تقديمها للقحطاني
واتهم ناشطون بقيام الجولاني بتصفية القحطاني خلال قياديين تابعين للهيئة بحيث تم إصابتهم ضمن التفجير، وذلك بهدف إبعاد الشبهات عنه.
ولا تزال الأخبار شحيحة حول حادثة الاغتيال، حيث فرضت الهيئة طوقاً آمنياً في المنطقة ومنعت أيّ شخص الاقتراب أو التصوير.
وكان الجولاني اعتقل القحطاني لأشهر على خلفية اتهامه بالتواصل مع جهاتٍ خارجية، ومن ثمّ أفرج عنه قبل أسبوعين تحت ضغط المظاهرات الشعبية التي طالبت بالإفراج عن المعتقلين وإسقاط الجولاني وحل جهازه الأمني.
مكان سكن القيادي في "هيئة تحرير الشام" أبي ماريا القحطاني في ريف إدلب
وبحسب بيان اللجنة القضائية، التي عيّنها الجولاني، للنظر في مصير الموقوفين في قضية الخلية الأمنية، فإنّ كلّ شهادات الموقوفين في القضية كانت محض افتراء، على رغم مرور 8 أشهر على توقيف القحطاني، بحيث جاء قرار الإفراج عنه في ظل التوترات والمظاهرات في مناطق نفوذ الجولاني وحالة الانقسام ضمن الهيئة.
وقال ناشطون مناوئون للجولاني، في حينها، إنّ قرار الإفراج عن القحطاني هو "محاولة من زعيم الهيئة، لاستغلال مكانة القحطاني ضمن التنظيم، لإعادة ضبط حالة الانقسام والفوضى داخل الجسم العسكري"، الذي يشهد توترات بين مؤيّدي قرارات الجولاني ومعارضيها.
ولم يلقَ قرار "العفو العام"، الذي أصدرته "الهيئة" مؤخراً، أيّ قبول لدى المحتجين المطالبين بإسقاط الجولاني وحلّ جهازه الأمني، بحيث لا تزال، حتى اليوم، تخرج تظاهرات متعدّدة ضمن نطاق سيطرة "الهيئة".
محاولة اغتيال مُنسّق التظاهرات في جسر الشغور
وبالتزامن مع مقتل الجولاني جرت محاولة اغتيال أحد قيادات التظاهرات ضد الجولاني في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الشمالي الغربي، أمين مستو من خلال إطلاق النار عليه بشكلٍ مُباشرة من قبل مجهولين.
مستو اتهم "هيئة تحرير الشام" بمحاولة اغتياله، ووصف العملية بالرخيصة كما توعّد الجولاني باستمرار التظاهرات حتى إسقاطه.