سرقة ذهب الولايات المتحدة .. هل هي كذبة؟

الإثنين 01 نيسان , 2024 12:16 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

مهما كان الهدف من التقليد الذي يعرف بـ"كذبة أبريل"، فقد ينقلب حتى وإن كان الغرض منه المزاح والإضحاك، ويكون ضارا معنويا أو ماديا، وهذا حال جميع أنواع الكذب، إذا كان للكذب أنواع.

الرواية الأكثر شيوعا لأصل "كذبة أبريل" التي تستغل لأغراض لا حصر لها بما في ذلك تصفية الحسابات والتعبير عن موقف خاص، وأحيانا لترويج بعض المنتجات وما إلى ذلك، تقول إنه جاء من فرنسا، حين تم في عام 1564 تغيير التقويم اليولياني واستبداله بالتقويم الغريغوري الذي تبدأ السنة فيه اعتبارا من 1 يناير، في حين أن التقويم السابق الذي كان ساريا يبدأ العام بـ 1 أبريل.

البعض لم يرق له هذا التغيير، وأراد التعبير عن موقفه بأسلوب ساخر للإضحاك، فقام بإرسال هدايا طريفة وزار معارفه او دعاهم للاحتفال بالعام الجديد تحديدا في 1 أبريل. كذبة أبريل عمليا بدأت بالاحتفال بقدوم عام جديد بتقويم قديم!

تنوعت أكاذيب أبريل عبر الزمن، وبعضها لفت الأنظار بغرابته وانتشر في وسائل الإعلام وبقي عصيا على النسيان، كما هي العادة في مثل هذه الأمور. من أمثلة ذلك ما يلي:

موت ُمنجم وهو على قيد الحياة:

في أحد الأيام قرر كاتب ساخر بريطاني يدعى جوناثان سويفت أن يرد الصاع صاعين لمنجم مشهور اسمه  جون بارتريدج كان يبع تقويمات للحظ بتوقيعات خاطئة للناس.

سنحت الفرصة للكاتب الساخر حين تنبأ هذا المنجم في تقويمه لعام 1708 بأن لندن ستصاب بمرض الحمى أوائل أبريل، فقام سويفت بنشر تقويم مضاد باسم مستعار، توقع فيه أن يموت المنجم بارتريدج في الساعة 11 مساء يوم 20 مارس وذلك بسبب "حمى مستعرة في المدينة".

انتشر هذا التوقع مثل الهشيم في النار، وغلى بارتريدج من الغضب ونشر تكذيبا للتقويم الذي اختلقه سويفت، ووصف مؤلفه بأنه محتال.

ليلة 29 مارس، نشر الكاتب الساخر مرثية تحت نفس الاسم المستعار، معلنا أن "صانع الأحذية وراصد النجوم والدجال" مات. وعلى فراش الموت اعترف المنجم بأنه كان محتالا.

زاد انتشار نبأ وفاة المنجم بارتريدج، وحين خرج في نزهة على الأقدام في 1 ابريل، لحق به حشد من الناس الذين تفاجأوا بـ"عودته إلى الحياة"!

استشاط  المنجم غيظا من جديد ونشر على الفور كتيبا أكد فيه أنه لا يزال على قيد الحياة، فيما بقي سويفت يؤكد للناس أن المنجم قد مات، وأن المنشور مزيف!

هذه الانتقام المحبوك بطريقة جيدة، نجح في تشويه سمعة المنجم بصورة لا رجعة عنها، وبنهاية المطاف توقف عن نشر توقعاته الباطلة.

رجل يحشر جسمه داخل قارورة صغيرة وبها يغني:

صحف لندنية نشرت في يناير عام 1749 إعلانا ذكرت فيه أن رجلا سيتسرب من عنق زجاجة نبيذ ويدخل بجسمه بعد أن يضغطه داخلها، وبعد ذلك سيعلو صوته وهو يغني من هناك!

الإعلان أفاد بأنه الرجل في فترة مكوثه داخل الزجاجة يمكن لأي شخص أن يلتقط الزجاجة والتأكد من حجمها ووجود الرجل داخلها بأم عينيه، كما وعد أن هذا العرض المثير سيشمل حيلا أخرى بما في ذلك التواصل مع الموتى.

يقال إن هذا الإعلان جاء في أعقاب رهان بين دوق بورتلاند وإيرل تشيسترفيلد. الدوق راهن على قدرته على الإعلان عن شيء غريب ومستحيل تماما في المسرح،  وأنه سيكون هناك ما يكفي من الحمقى في لندن لملء المكان ومشاهدة العرض. في مساء العرض امتلأت صالة المسرح واكتظت بالمتفرجين، فيما بقيت الستارة مسدلة على الركن ولم يظهر أحد. الجمهور غادر المكان غاضبا بعد أن أدرك أنه تعرض لعملية خداع!

 سرقة كل ذهب وفضة الولايات المتحدة:

صحيفة ألمانية تدعى برلينر تاجبلات أعلنت في 1 أبريل 1905 أن لصوصا حفروا نفقا تحت الخزانة الفيدرالية الأمريكية في العاصمة واشنطن، وسرقوا كل الفضة والذهب. كان هذا الأمر قبل أن تبني الولايات المتحدة منشأة تخزين لاحتياطياتها من الذهب في فورت نوكس.

الصحيفة ذكرت أن السرقة نفذتها المافيا الأمريكية، وأن حفر النفق استغرق أكثر من 3 سنوات، وأن الجناة تمكنوا في النهاية من سرقة ما يزيد عن 268 مليون دولار، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية حاولت من دون جدوى تعقب المجرمين، وأنها تخفي الأمر عن المواطنين الأمريكيين. تناقلت وسائل الإعلام الأوروبية الخبر، وبالنهاية انكشف للجميع أن ما تردد لا يعدو عن كونه "كذبة أبريل".

وحيد القرن يحرز فوزا ساحقا في الانتخابات

نظم الطلاب في مدينة ساو باولو البرازيلية أواخر خمسينيات القرن الماضي، حملة لانتخاب وحيد القرن لمجلس المدينة المحلي. كان وحيد القرن المعني قد أحضر حين كان في الرابعة من عمره من مدينة ريو دي جانيرو، وكان يتمتع بشعبية واسعة بين الأهالي، وكان الطلاب ساخطين من تعسف سلطات المدينة وانتشار الفوضى في أرجائها وتضخم الأسعار.

حملة الطلاب الانتخابية حققت نجاحا منقطع النظير، وفاز في تصويت احتجاجي مرشحهم وحيد القرن واسمه " كاكاريكو"، وصوت لصالحه 100000 شخص، وهو أعلى بعشر مرات من أقرب منافسيه!

وحيد القرن بطبيعة الحال لم يستلم مهام منصبه، وتم استبعاده لاحقا، في حين بقي هذا التصويت في الأذهان باعتباره أشهر احتجاج منظم ضد السلطات في تاريخ البرازيل.

حصاد وفير من "السباغيتي":

 في 1 أبريل عام 1957، أبلغ مقدم بريطاني على شاشة قناة تلفزيون "بي بي سي" مشاهديه، أن تيسينو، وهي منطقة سويسرية بالقرب من الحدود مع إيطاليا، سجلت رقما قياسيا غير مسبوق في حصاد السباغيتي، وجرى عرض لقطات لأشخاص وهم يجمعون "السباغيتي" من الأشجار، ثم جلسوا على طاولة وبدأوا في تتناولها.

السباغيتي لم يكن طبقا مفضلا للبريطانيين، وأدرك الكثيرون على الفور أن ما قيل مجرد دعابة لا طعم لها، إلا أن آخرين تساءلوا واستفسروا عن الطريقة التي تمكنهم من زراعة "السباغيتي" في بساتينهم وحدائق منازلهم!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل