الثبات ـ فلسطين
تحدث معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي عن الانقسام المتزايد في الرأي العام الأميركي تجاه "إسرائيل"، وأنّ التناقص في الدعم أصبح علامة مثيرة للقلق على علاقة الكيان بالولايات المتحدة.
وأشار المعهد إلى أنّ الرد العسكري الإسرائيلي اللاحق في قطاع غزة لهجوم الـ7 من أكتوبر، أثار احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء الغرب، معارضةً للعملية العسكرية الإسرائيلية.
ولفت إلى أنّ "إسرائيل" تلقّت الدعم الكامل من إدارة بايدن، في الجبهتين العسكرية والدبلوماسية. ومع ذلك، انخفض دعم الرأي العام بين الجمهور الأميركي لها، على رغم أنّه لا يزال داعماً، مع استمرار العملية البرية الإسرائيلية في غزة، وتزايد الخسائر الفلسطينية.
ومع ذلك، بحسب المعهد الإسرائيلي، فإنّ استطلاعات الرأي العام الأخيرة في الولايات المتحدة أبرزت "الدعم الاستقطابي لإسرائيل"، مع اتساع الفجوات بين مختلف التوجهات السياسية، وبين الشبان، والأشخاص الملونين، الذين تأكّل دعمهم لـ "إسرائيل".
وأكّد أنّ دعم الأميركيين المتناقص لــ "إسرائيل" يمثل إشارات مثيرة للقلق فيما يتعلق بعلاقة "إسرائيل" الخاصة بالولايات المتحدة.
وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أنّ هذا الدعم المتناقص يمكن ملاحظته من خلال استطلاع الرأي العام، الذي أجراه مركز "بيو" للأبحاث، والذي نُشر في 8 كانون الأول/ديسمبر 2023، والذي يُظهر فجوة كبيرة بشأن دور الحكومة الإسرائيلية في الحرب الحالية.
وأظهر الاستطاع أنّ 50% من الديمقراطيين وذوي الميول الديمقراطية رأوا أن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن الحرب، في حين أنّ 21% من الجمهوريين وذوي الميول الجمهورية يشعرون بالشيء نفسه.
ورأى 27% من الجمهوريين أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تتحمل أيّ مسؤولية، بينما اكتفى 6% فقط من الديمقراطيين بالاتفاق مع هذا الرأي.
وتطرّق المعهد الإسرائيلي إلى وجود فجوة أخرى جديرة بالملاحظة، وهي أنّ الشبان، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً في كلا الطرفين، أقل احتمالاً من المشاركين الأكبر سناً، للموافقة على أن حماس تتحمل أغلبية المسؤولية عن الحرب الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، وافق 38% من البالغين، تحت سن 35 عاماً، على أن "إسرائيل" هي من "تجاوز الحدود" فيما يتعلق بردها على حماس.
وفي حين منحت إدارة بايدن الرد العسكري الإسرائيلي دعماً غير مسبوق، فإنّ استطلاعات الرأي العام، والتي تسلط الضوء على الدعم أو عدمه داخل الحزب الديمقراطي في عام الانتخابات، تضع ضغوطاً على القرارات السياسية.
ووفق رأي المعهد الإسرائيلي، فإنّه يتعين على "إسرائيل" أن تفهم العوامل الداخلية المؤثرة في الخطاب العام الأميركي، لأنّها تؤثر في القرارات التي تتخذها إدارة بايدن ومستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
وأشار إلى أنّه على الرغم من أنّ هذه الحرب لن توقف الانتخابات الأميركية، فإنّ "إسرائيل" يجب أن تدرك تداعيات نشاطها في الساحة الداخلية الأميركية.