الثبات ـ فلسطين
"لن يسرقوا منا رمضان".. هذه العبارة قالها أهالي قطاع غزّة، الذين يصرّون هذا العام على استقبال الشهر الكريم بما يليق به، على الرغم من نزوح أكثر من 80% منهم، فيما يعانون جميعهم من كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل الاحتلال الذي يواصل حربه المدمرة، فارضاً حصاراً مشدّد تسبب بأوضاع اقتصادية قاسية، ومجاعة حقيقية، ناهيك عن قدوم الشهر الفضيل على الفلسطينيين وهم يفقدون للآلاف من أحبتهم.
وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها أهالي القطاع واستمرار العدوان، فإنّهم استقبلوا الشهر الفضيل بالدعاء والزينة، وتداول الناشطون مقاطع فيديو لفرحة الأطفال في حلول هذا الشهر الكريم.
وفي مستشفى الأمل، في مدينة خان يونس، استقبل الأطفال هناك الشهر الفضيل بالغناء والاحتفال.
ومع بداية شهر رمضان المبارك، أدى فلسطينيون في مدينة رفح جنوبي القطاع، صلاة التراويح، بشكلٍ جماعي على أنقاض مسجد الفاروق الذي دمره الاحتلال.
المجازر والجوع يحاصران الغزيين بداية الشهر الفضيل
وفي أول أيام شهر رمضان المبارك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المزيد من المجازر الجديدة في قطاع غزة، في اليوم الـ157 للعدوان،
هذا، وأفاد مراسل الميادين، بأنّ الفلسطينيين استقبلوا بداية الشهر الفضيل، بمجزرة بحق عائلة فلسطينية، حيث استشهد عشرات الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "أبو شمالة" في حي الزيتون وسط مدينة غزة.
وأكّد مراسلنا أنّ معظم الناس في الخيام لن يجدوا ما يفطروا عليه سوى المعلبات.
ونقل مراسلنا عن أسر في غزة، "سحورنا سيكون ما تبقى من زعتر لدينا"، مؤكّداً أنّ عائلات كثيرة في غزّة لا تزال صائمةً ولم تتناول وجبة الإفطار حتى الآن!
وأشار مراسلنا إلى أنّ "جيش" الاحتلال دمّر اليوم عدداً من المربعات السكنية شمالاً وجنوباً، وسقط شهيدان وعدد من الجرحى جرّاء قصف الاحتلال منزلاً في بلدة القرارة شمالي شرقي خان يونس.
فيما أكّد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، استشهاد 3 أطفال آخرين بسبب الجوع وسوء التغذية ما يرفع عدد الأطفال المتوفين إلى 21 طفلاً.
وفي هذا السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "يستقبل شهر رمضان المبارك، بمزيد من حرب التجويع والنزوح والقتل والحصار والإبادة الجماعية، في جريمة فظيعة ضد الإنسانية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتُباركها الإدارة الأميركية، ويصمت عليها المجتمع الدولي".
كذلك، أشار المكتب الإعلامي إلى أنّ قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 500 مسجدٍ، بينها 220 مسجداً تمّ تدميرها وهدمها بشكلٍ كلي، إضافةً إلى 290 مسجداً دمّرت بشكلٍ جزئي، وهي غير صالحة للصلاة، لافتاً إلى أنّ "المساجد هي المنارات الدينية الأولى التي يؤُمّها شعبنا الفلسطيني للصلوات وخصوصاً صلاة التراويح في شهر رمضان".