الثبات ـ فلسطين
تحدثت وسائل إعلام العدو ، اليوم الثلاثاء، عن وجود خشية في "الجيش الإسرائيلي" من استمرار منحى المغادرة الطوعية لعناصر الخدمة الدائمة.
وأشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أنّ هذه الأزمة تأتي "في الوقت الذي يحتاج فيه الجيش إلى زيادة عديد قواته، في الخدمتين الإلزامية والدائمة، في ضوء الزيادة الكبيرة في المهام الموكلة إليه، وفي ضوء الحرب التي من المتوقع أن تستمر في المدى الزمني المنظور".
ولفتت إلى أنّ "ضباطاً كبار في الجيش الإسرائيلي قلقون جداً إزاء النقاش المستعر بين الشباب الذين يخدمون، وكذلك بين عناصر الخدمة الدائمة الأكبر سناً قليلاً وعائلاتهم، الذين يفيدون أيضاً عن رغبتهم في التسرح من الخدمة حالما يسمح الوضع العملياتي بذلك".
وبحسب ما تابعت، "هم يزعمون أنه على عكس جنود الاحتياط، الذين يتلقون احتضاناً كبيراً من المجتمع الإسرائيلي، فإنّ العبء الملقى على عاتقهم كبير جداً، وينظر إليه على أنه بديهي، في حين أنه لا يوجد ضوء في نهاية النفق، أي أنه لا يوجد تاريخ انتهاء صلاحية للعودة إلى روتين معين".
"أزواجنا غير مرئيين"
وقال أحد عناصر الإسناد القتالي، الذي يخدم في إحدى الوحدات الميدانية التابعة لـ"الجيش" الإسرائيلي للصحيفة: "على الرغم من أنني إسناد قتالي فقط، إلا أنني لا أعود إلى المنزل، بينما كنت آتي من وقتٍ لآخر قبل الحرب".
وأضاف أنّ عائلته "لا تحصل على دعم من الدولة والجيش والمجتمع والاقتصاد، زوجتي ترى في وسائل الإعلام العناق الكبير لجنود الاحتياط، لكن لا أحد يدعم عناصر الخدمة الدائمة وعائلاتهم".
ويشهد ضابط آخر قائلاً: "عناصر الخدمة الدائمة وعائلاتهم يتمزقون. نحن ندفع ثروة لجليسة الأطفال، وليس كلهم لديهم عائلات يمكنها المساعدة".
بدورها، أشارت زوجة ضابط مقاتل، للصحيفة إلى وجود "نقص تقدير واعتبار اجتماعي جماهيري إعلامي لتضحيات الأفراد الدائمين وعائلاتهم في الحرب"، مضيفةً: "عندما نرى أننا غير مرئيين، لا يعود هناك رياح في أشرعتنا، هذا يكسر. هناك نساء يشعرن أنهم لا يرونهن ولا يرون مساهمة أزواجهن، وهذا يقلل من حافزيتهن لدعم الخدمة العسكرية للزوج".
العبء ليس فقط على المقاتلين
وأوضحت الصحيفة أنه "من المهم التأكيد على أنّ العبء الكبير لا يقع فقط على المقاتلين، بل على الغالبية العظمى من عناصر الخدمة الدائمة، بمن فيهم الإسناد القتالي والذين يخدمون في المواقع الخلفية".
ووفق ما تابعت، "تشعر قيادة الجيش الإسرائيلي بالقلق بشكلٍ خاص إزاء آثار الحرب على شعبة الاستخبارات، حيث يشعر الكثير من الذين يخدمون في مختلف الرتب والمناصب بإحساس كبير بالمسؤولية عن الفشل".
ويخشى كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية من استقالة جماعية في "أمان" تؤدي إلى نقص حاد في القوة البشرية في شعبة الاستخبارات، التي تقاتل أصلاً على الأفراد النوعيين في السنوات الأخيرة، بحسب "إسرائيل هيوم".
وتجدر الإشارة إلى أنه سُجّل في سنة 2022 اتجاه قياسي للرحيل الطوعي للأفراد الدائمين في "الجيش"، من بين أمور أخرى بسبب ساعات العمل الصعبة، وعدم كفاية الأجور، والإمكانيات في المدنية، وخاصة عدم التقدير الجماهيري للذين يخدمون.
من الصعب إيقاف المنحى
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي، ينجح "الجيش" الإسرائيلي في إبقاء الذين يخدمون في ظل الحرب المستمرة، لكن القلق هو أنه في ضوء القتال المستمر، فإنّ العبء الثقيل المفروض على عناصر الخدمة الدائمة، وعدم تقديرهم مقارنةً بجنود الاحتياط، وعبء العمل وعدم كفاية الأجور، وخاصة الضباط الشباب والرتباء، سيؤدون إلى مغادرة جماعية من الذين يخدمون في غضون بضعة أشهر.
ولفتت إلى أنّ بعض الوحدات أفادت عن زيادة في حالات الطلاق وسط عناصر الخدمة الدائمة.
وقال ضابط كبير في "الجيش"، مسؤول عن إطار عملياتي مهم، للصحيفة إنه يشعر في الأيام الأخيرة بـ"الإحباط المتزايد" بين عددٍ غير قليل من مرؤوسيه، الذين يرزحون تحت العبء، ويرون جنود الاحتياط يتم تجنيدهم لأداء نفس العمل المطلوب منهم القيام به مع ظروف أفضل، وتاريخ انتهاء (حتى لو كان مؤقتاً) والأهم من ذلك – تقدير واحترام المجتمع لهم.