الثبات ـ فلسطين
قال معهد دراسات "الأمن القومي الإسرائيلي" إنّ قرار القيادة العليا في الإدارة الأميركية لقاء عضو "كابينت الحرب"، بيني غانتس، يشير إلى "سعي واشنطن للتعبير عن خطورة تصرفات إسرائيل في الحرب على غزة، ولاسيما فيما يتعلق بالوضع الإنساني، واليوم التالي للحرب".
ورجّح المعهد أن واشنطن ستعبّر بوضوح عن "رغبتها في التوصل إلى صفقة أسرى فوراً، تؤدي إلى هدنةٍ مدّتها 6 أسابيع"، خلال الاجتماعات التي ستجمع غانتس ومسؤولين أميركيين، هم نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.
وأوضح المعهد الإسرائيلي أنّ الإدارة الأميركية تدرك التداعيات السياسية للقاءات التي سيعقدها غانتس في واشنطن على الداخل الإسرائيلي، مضيفاً أنّ الضغوط المحلية والدولية على الولايات المتحدة، فيما يتعلّق بسلوكها تجاه الحرب على غزة، تتطلّب أن يتّخذ الرئيس جو بايدن خطوات "غير عادية"، لينقل مواقف إدارته إلى "إسرائيل".
وأضاف أنّ الانهيار المحتمل للصفقة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وما سيلي ذلك من استمرار القتال أو تصاعده، قد يدفعان الإدارة الأميركية إلى "تكثيف ضغوطها على إسرائيل"، سياسياً وعسكرياً.
يأتي كلام معهد "الأمن القومي" الإسرائيلي عمّا يمكن أن تحمله زيارة غانتس لواشنطن في وقت تتعرّض الأخيرة لانتقادات متزايدة حول العالم، نظراً إلى دورها الرئيس في استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي حين تسعى إدارة بايدن لترميم صورتها المتدهورة، داخلياً وخارجياً، ولاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنّها تواصل دعمها المطلق للاحتلال في حربه ضدّ الفلسطينيين، وتستمر في تسليح "جيشه".
سفير "إسرائيل" لدى واشنطن لن يشارك في الاجتماعات
وعلى نحو يشير إلى الأزمة بين القادة الإسرائيليين أنفسهم، والتي تصاعدت على خلفية زيارة غانتس لواشنطن من دون موافقة رئيس الحكومة، طلب سفير الاحتلال لدى الولايات المتحدة عدم المشاركة في الاجتماعات، المقرّر انعقادها مع المسؤولين الأميركيين.
وتلقّى السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل هرتسوغ، تعليمات من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقضي بعدم التعامل مع زيارة غانتس، خلافاً للإجراءات المتّبعة عادةً، والتي تقضي بأن تتولى السفارة تنسيق زيارة عمل أي وزير لبلد أجنبي.
ووضعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إعطاء التعليمات لهرتسوغ بتجاهل الزيارة، وعدّها غير رسمية، في إطار "انتقام" نتنياهو من غانتس، مؤكدةً أنّ نقاشاً حاداً دار بينهما، خاطب فيه نتنياهو غانتس بالقول إن "لدى إسرائيل رئيس حكومة واحداً فقط".
ولدى تعليقها على الزيارة، قالت مصادر حكومية إنّ "غانتس يودّ الخروج من الحكومة ولا يستطيع القيام بذلك قبل انتهاء الحرب وعودة الأسرى، وخصوصاً في ظل عدم وجود شرعية جماهيرية لديه"، وفقاً لما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وبحسب المصادر، "يحاول غانتس المسّ بنتنياهو وبمكانته كرئيس للحكومة، على أمل أن يقوم الأخير بالمهمة نيابةً عنه ويقيله من الحكومة، الأمر الذي يجعل منه بطلاً".