الثبات ـ فلسطين
قالت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" إنّ وعود رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، بتحقيق نصر مطلق وسريع خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع تبدو "جوفاء أكثر من أي وقت مضى".
وتناولت الصحيفة الإسرائيلية نفسها، المجزرة التي وقعت في شارع الرشيد، أمس الخميس، والتي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورأت أنّ تداعياتها يمكن أن تؤثر على المفاوضات الحالية للتوصل إلى اتفاق، مشيرةً إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى إثارة الأجواء في ساحات أخرى، من واشنطن إلى الرياض، مما سيعزز أنّ "نتنياهو لا يقرأ الخريطة صحيحاً".
وفيما لفتت الصحيفة إلى ما أعلنه "الجيش" الإسرائيلي، وفق ما زعم أنه استند إلى تحقيق أولي، وأنّ "معظم القتلى والجرحى أصيبوا بالتدافع"، و"لم يسجل سوى عدد قليل من الإصابات نتيجة لنيران جنود الجيش"، إلا أنّ "هآرتس" أكّدت أنه من المشكوك فيه ما إذا كانت شروحات "الجيش" الإسرائيلي ستكون مهمة لأحد.
كما أكّدت أيضاً أنّ المشاهد المروعة من حادثة المجزرة في شارع الرشيد في غزة تنسجم مع الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة الفلسطينية بشأن عدد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أنّه في جميع أنحاء العالم يُنظر إلى "إسرائيل" على أنها المسؤولة الأولى عن هذه الكارثة.
وتابعت "هآرتس" أنّ الخطر الآن أكبر، والفوضى واليأس في غزة يتزايدان، مع اقتراب شهر رمضان، مشيرةً إلى أنّ فظائع الأمس - في إشارة إلى مجزرة شارع الرشيد - يمكن أن تثير الأجواء في ساحات أخرى، مثل الضفة الغربية، وهذا التأثير قد يمتد إلى أبعد من ذلك إلى مختلف الدول الإسلامية والعربية، التي تتهم "إسرائيل" بالفعل بذبح المدنيين الفلسطينيين.
هذا وارتفع عدد ضحايا مجرزة الرشيد إلى 112 شهيداً وجرح 700، وفق ما أفاد مراسل الميادين في غزة، فجر اليوم الجمعة.
وكان مصدر ميداني في المقاومة الفلسطينية بغزة للميادين، قد أكّد أنّ هناك عشرات الشهداء والجرحى في استهداف "جيش" الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات على شارع الرشيد، غرب مدينة غزة، مشيراً إلى أنّ دبابات الاحتلال الإسرائيلي داست على أجساد المواطنين، فيما أطلقت أخرى قذائف حارقة تجاههم، وأنّ قوات خاصة إسرائيلية اعتقلت مئات المواطنين وساقتهم إلى منطقة مجهولة قرب صالة البيدر على شارع الرشيد.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الخميس، بأنّ عدد الشهداء والمفقودين بلغ 37.139، بعد 146 يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكّد أنّ الاحتلال ارتكب 2.627 مجزرة بحق أهالي القطاع.
وفي السياق، اعترف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بأنّ "إسرائيل" قتلت أكثر من 25 ألف طفلٍ وامرأة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة.