الثبات ـ فلسطين
طرحت المجلة الأميركية "نيوزريك"، في مقال رأي، مسألة الخلاف الأميركي "الإسرائيلي "في الآونة الأخيرة، على خلفية العدوان على غزّة، وتعنّت رئيس حكومة الاحتلال في الانصياع للأوامر الأميركية، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّه على الرغم من العلاقاة المتردية بين الطرفين، لا تزال واشنطن تدعم "إسرائيل" بشكل غير مشروط.
وسألت المجلة: "هل تستطيع الولايات المتحدة استخدام نفوذها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة؟ هل لديها أصلاً نفوذ كبير عليها؟".
وذكرت "نيوزريك"، أنّ الولايات المتحدة هي الداعم السياسي الرئيسي لـ"إسرائيل" في الهيئات الدولية، وكثيراً ما تستخدم "الفيتو" للدفاع عن إسرائيل في مجلس الأمن، وتزودها بأكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية كل عام، وبأفضل الأسلحة في الترسانة الأميركية.
وقالت إنّه بينما يعتبر معظم العالم أنّ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية "غير قانوني بموجب القانون الدولي"، فإن الإدارات الأميركية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة بايدن، تواصل الإشارة إلى أنّ الانسحاب الإسرائيلي من تلك الأراضي، "لا يمكن أن يحدث إلا في سياق اتفاق تفاوضي يأخذ الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية".
وبحسبها، فإنّه "على الرغم من الدعم الأميركي الواسع النطاق، إلا أنّ نتنياهو يعتبر كل ذلك أمراً مفروغاً منه، ويقوم بالتزامن بتقويض سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ويستمتع بالإعلان عن خلافاته، من أجل تسجيل نقاط سياسية داخلية مع قاعدته الانتخابية".
ونتيجة لما يقوم به نتنياهو، أكّدت المجلة أنّ "الإحباط في البيت الأبيض آخذ في الارتفاع"، مشيرةً إلى أنّه حتى عندما استخدمت واشنطن "الفيتو" ضد مشروع القرار الجزائري لوقف إطلاق النار الفوري في مجلس الأمن هذا الأسبوع، قدّمت الولايات المتحدة مشروع قرار "يؤكد دعمها لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، في أقرب وقت ممكن عملياً، ويدين اللغة التي يستخدمها بعض الوزراء الإسرائيليين بشأن تهجير سكان غزة، ويحذّر من ذلك، ويؤكد أنّ الهجوم الإسرائيلي على رفح لا ينبغي أن يستمر في ظل الظروف الحالية".
لكن في الوقت نفسه، أصدرت واشنطن تعليمات سياسية جديدة، تستثني "إسرائيل" من شروطها. وقالت المجلة إنّ الإدارة الأميركية نشرت قبل أسبوعين، توجيهات سياسية جديدة تطلب من الدول التي تتلقى أسلحة أميركية، الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، إلا أنّها لم تذكر "إسرائيل" بالتحديد، وهذا الأمر لا يمكن تجاهل سياقه، وفق المجلة.
وفي هذا السياق، أشارت المجلة، إلى أنّ "أنصار فرض شروط على المساعدات العسكرية الإسرائيلية لإسرائيل، يرون أنّ المبادرات قليلة للغاية ومتأخرة، وتأتي مع الكثير من الثغرات وليست قوية بما فيه الكفاية، وحتى القيود والالتزامات المقترحة في مذكرة السياسة الجديدة، يمكن التنازل عنها أثناء حالة الطوارئ، وهي فئة متروكة لتقدير الرئيس".
وأمام هذه المعطيات، أشارت المجلة في خاتمة المقال، إلى أنّ "الجدل حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل يتحرك بسرعة خلال الأشهر الأربعة الماضية".