الثبات ـ دولي
قال موقع "War on the Rocks" الأميركي، المتخصّص بتحليل السياسات الخارجية والأمنية، إنّ هجمات محور المقاومة اليومية جعلت حياة القوات الأميركية في سوريا والعراق جحيماً، مذكّراً بأنه كان أمام الولايات المتحدة أعوام من أجل التخطيط لانسحابٍ منظم، لكنها لم تفعل ذلك.
وعلّق الموقع، في تقريره المطوّل، على مقتل ثلاثة جنودٍ أميركيين في هجومٍ بطائرةٍ مُسيّرة، استهدف قاعدة أميركية عند الحدود السورية الأردنية، أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، مؤكداً أنه كان بمثابة "تذكير بالمخاطر"، وأنّ الولايات المتحدة انزلقت إلى دائرة مستمرّة من الهجمات المدروسة، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى جرّها في اتجاه حرب مع إيران.
وتوقّع الموقع أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا في غضون أشهر، أو عام على أبعد تقدير، بدلاً من الاستمرار في المخاطرة بحياة جنودها، سواء فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، والتزم تعهّده إنهاء الوجود الأميركي في سوريا، أو سبقه إلى ذلك الرئيس الحالي، جو بايدن، الذي لا يرغب في الاستمرار في تعريض حياة الأميركيين للخطر، حتى وهو يقود الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية.
وبحسب الموقع، فإنّ على الإدارة الأميركية إعطاءَ الأولوية للهدف الذي جلب القوات الأميركية إلى سوريا، وهو "محاربة تنظيم داعش"، مُشيراً إلى أنّ التنظيم "قد يشكل تهديداً خطيراً في وقتٍ لاحق، وإن كانت مجموعاته تحت السيطرة حالياً".
ورأى الموقع أنّه، في سبيل تحقيق ذلك، على الولايات المتحدة القيام بما سمّاه "مقايضاتٍ صعبة"، مؤكداً أنّه "حان الوقت لإزالة نقاط التوتر التي تستمرّ في جرّ واشنطن إلى صراعاتٍ محلية لا يمكن الفوز بها"، والاستثمار بدلاً من ذلك في مكافحة الإرهاب المستدامة.
وأشار التقرير إلى أنّ واشنطن "فقدت نفوذها الضئيل في سوريا"، وأنّها تبدو الآن على وشك أن تُجبر على الخروج من البلاد، وربّما حتى من العراق، تحت ضغط هجمات محور المقاومة.
وفيما خصّ العراق، ذهب الموقع، في تقريره، إلى ما هو أبعد من ذلك، مشدّداً على أنّه ينبغي للولايات المتحدة أن تكون على استعداد لتقبّل "أي ضربةٍ لهيبتها وتقليصٍ لوجودها العسكري هناك". وفي هذا السياق، قال إنّه يجب أن تكون واشنطن مستعدّة للتوصّل إلى اتفاق يعترف بسيادة العراق، بدلاً من المخاطرة بخسارة شريكٍ مهم.
وأقرّ الموقع بأنّ الولايات المتحدة لا تملك النفوذ الكافي لإملاء أوامرها على دمشق أو بغداد، لكنّه لا يزال من الممكن أنّ تعمل على ترتيبات تقليص حجمها، بأن "تراقب تنظيم داعش بصورة فعّالة"، بهدف إزالة عدد من النقاط التي تستمرّ في جرّها إلى حرب إقليمية.
وختم الموقع تقريره بأنّه إذا تمكنت الولايات المتحدة من إعادة ترتيب علاقتها بالعراق، وإذا كانت مستعدّة لابتلاع ما تلقته وتتلقاه الهيبة الأميركية من ضربات، فقد تحافظ على مهمتها الأساسية، وهي مكافحة تنظيم "داعش".