الثبات ـ لبنان
أكّدت وسائل إعلام العدو ، اليوم الخميس، أنّ "حزب الله نجح في فرض نوع من حزامٍ أمني" شمالي فلسطين المحتلة، "حيث باتت المستوطنات هناك مهجورة".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال، أنّ يوم أمس "كان أحد أكثر الأيام توتراً عند الحدود الشمالية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعدما جرى إطلاق وابلٍ من الصواريخ على منطقة صفد، فيما سقط أحد الصواريخ على مقر قيادة المنطقة الشمالية، وأدّى إلى مقتل جندية وجرح 8 آخرين".
وأضافت الصحيفة أنّ "القتال لم يتوقف في الشمال للحظة، باستثناء أسبوع وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى في غزة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بحيث إنّه لا يمر يوم من دون إطلاق القذائف المضادة للدروع والصواريخ والطائرات الهجومية من دون طيار من لبنان إلى الشمال".
ندوب النيران
هذه الضربات "على مسافة قصيرة من اندلاع حرب شاملة"، فرضت "واقعاً مرتبكاً في الشمال"، حيث "جرى إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين من قطاع يصل عمقه إلى 5 كيلومترات، فيما جرى إخلاء كريات شمونة بالكامل تقريباً"، بحسب الصحيفة.
وتابعت أنّ "علامات الدمار واضحة للعيان في المستوطنات والطرق المؤدية إليها، والذي نجم عن نيران حزب الله المضادة للدروع وقذائف الهاون والكاتيوشا التي أصابت عشرات المنازل".
لكن "الجيش" الإسرائيلي، ترك أيضاً "ندوباً على المستوطنات على طول السياج"، فبعد أكثر من 4 أشهر من القتال، تحولت المستوطنات إلى قواعد عسكرية مؤقتة، وقد ألحقت الدبابات وناقلات الجند المدرعة، "أضراراً بالطرق وبوابات الدخول والبنية التحتية"، وفق "هآرتس".
وأضافت أنّ "الجنود غالباً ما يتعاملون أيضاً مع منازل المستوطنين على أنّها منازلهم، مخلّفين وراءهم أضراراً لا بأس بها، فيما جرى الدخول إليها من دون إشراف، ودون أن تعلن أي جهة عسكرية مسؤوليتها عن الممتلكات"، الأمر الذي "يُسبب إحباطا كبيراً" بين المستوطنين في ضوء اللامبالاة التي أظهرها "الجيش" الإسرائيلي، إذ إنّ "إصلاح الأضرار، تحت النار، بطيء وشائك".
أزمة ثقة
وتعكس تصريحات المسؤولين في الشمال هذا الإحباط الذي يعيشه المستوطنون، إذ قال رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زالتس، لصحيفة "هآرتس"، إنّ "الحكومة ليست معنا في هذه الحرب".
وأضاف: "الكثير من مؤسساتنا التعليمية غير محصنة، لكن حتى هذه اللحظة، لم تدخل الحكومة في الحدث، ولا أحد لديه سلطة اتخاذ القرارات يتحدث إلينا، ونحن ليس لدينا ببساطة أي شخص اليوم، يمكنه ويعرف ولديه السلطة لمعالجة شؤوننا".
بدوره، يقول شمعون بن غيدا، منسق الأمن لمستوطنة المنارة، إنّ أكثر من "نصف المنازل في المستوطنة تضررت في الحرب"، مشيراً إلى "تصنيف الجزء الجنوبي بأكمله من المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة لأنه عُرضة للنيران".
وتابع: "لا يمكننا إحضار مهنيين مثل الكهربائيين أو العمال إلى هنا، فعندما اندلع حريق، أطفأناه بأنفسنا، لأنّ الجيش الإسرائيلي ادّعى أنّه ليس من مسؤوليته، فيما كان رجال الإطفاء يخشون التعرض للقصف".
ويعترف بن غيدا بأنّ "هناك أزمة ثقة عميقة مع الجيش بسبب ما حدث في الغلاف. حزب الله ليس حماس، ما يعني أنّ الأمر يمكن أن ينتهي هنا الأمر بكارثة أكبر من 7 أكتوبر".
معادلة النار
في هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقتٍ سابق، أنّ حزب الله يحتجز مستوطني الشمال كـ"رهائن"، بعد تثبيته معادلة إطلاق النار، ما دام القتال مستمراً في غزة.
وقالت الباحثة الإسرائيلية، موران ألوف، لقناة "كان": "في الجنوب لنا أسرى، وفي الشمال لنا رهائن محتجزون من قبل حزب الله، حيث لا يستطيعون أن يكونوا في منازلهم بشكلٍ طبيعي".
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ مستوطني الشمال لن يعودوا إلى منازلهم، إذا لم يتحقق الردع مع حزب الله، مشيراً إلى وجود حالة إحباط في تلك المستوطنات، بسبب استمرار عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وكان رئيس بلدية مستوطنة "المطلة"، دافيد أزولاي، قد أكّد أنّ حزب الله "هو الذي يُملي مستوى اللهيب طوال الوقت في الشمال"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله، طوال الأشهر الأربعة الأخيرة، هو الذي يطلق النار ويفعل ما يريد، في حين أنّ ما يفعله الجيش ليس كما نتوقع".
وفي إطار تزايد القلق لدى مستوطني الشمال، بسبب صواريخ حزب الله، أرسل رؤساء المستوطنات في الحدود الشمالية، قبل أيام، رسالة إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، مطالبين فيها بمنع تقليص القوات العسكرية في المنطقة.