الثبات ـ لبنان
أكّدت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية"، اليوم الأربعاء، أنّ "وحدة الساحات" بين قطاع غزة ولبنان تنتقل من الساحة العسكرية إلى الساحة الدبلوماسية، متناولةً ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته أمس، حين قال إنّ "الجبهة اللبنانية مرهونة بغزة".
ورأت الصحيفة، في مقال لمحلل شؤون الشرق الأوسط تسفي برئل، أنّ حزب الله يمتنع عن توسيع المواجهة، "لكنه يوضح أنّ معادلة الردع بينه وبين إسرائيل" تعتمد على ما يحدث في القطاع.
وتبعاً لذلك، فإنّ الربط بين التطورات في غزة ولبنان، كما يؤكد السيد نصر الله، ينقل "وحدة الساحات" التي تهدف إلى إنشاء جبهة متعددة الساحات تدعم المقاومة الفلسطينية من الساحة العسكرية إلى الساحة الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة إلى رفض حزب الله سحب قواته من الحدود مع فلسطين المحتلة، "حتى لو تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، كجزء من صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ما تابعت، فإنّ إبقاء المستوطنات الإسرائيلية "خارج مدى صواريخ حزب الله المضادة للدروع" لا يحيّد تهديد عشرات الآلاف من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تمتلكها المقاومة الإسلامية في لبنان.
كذلك، أكّدت "هآرتس" أنّ "معادلة الردع المتبادل هي التي ستستمر في رسم حدود المواجهة ونطاقها، على الأقل من جانب لبنان"، معتبرةً أنّ هذا ما يريد السيد نصر الله الوصول إليه، من دون أن ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، كما تطالب "إسرائيل".
إضافةً إلى ذلك، أشارت "هآرتس" إلى مرور أقلّ من أسبوع على تقديم فرنسا اقتراحها لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الجنوبية، فيما لم تقدّم أي من الحكومتين اللبنانية أو الإسرائيلية ردّيهما عليها.
السيد نصر الله أعلن ردّه في الخطاب الذي ألقاه أمس، لمناسبة "يوم الجريح المقاوم"، بحسب ما أوردت الصحيفة عن وكالة "رويترز"، ومفاده أنّ "وقف إطلاق النار على حدود فلسطين المحتلة مرهون بوقف إطلاق النار في غزة".
ورأت الصحيفة أيضاً أنّ تصريحات السيد نصر الله تشير إلى أنّ "أي خطة سياسية من أجل إنهاء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله تقوم على التطلّع الفرنسي والأميركي مرهونة بنتائج المباحثات التي تجري في القاهرة" بين رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والمصرية، بمشاركة رئيس الوزراء القطري.
وفي السياق نفسه، أوضحت الصحيفة أنّ "من غير الواضح إلى أي مدى يمثّل الاقتراح الفرنسي آراء جميع أعضاء مجموعة الخمس" الذين لم يعلّقوا عليه حتى الآن.
وفي هذا الإطار، تحدّثت الصحيفة عن توترات داخلية في المجموعة بين فرنسا، التي تَعدُّ نفسها راعيةً للبنان لكنها تفتقر إلى التأثير على "إسرائيل" والولايات المتحدة بما يضمن سلوك الاحتلال، وبين السعودية التي "تحمل مفتاح إعادة الإعمار"، وتعمل بالتنسيق مع طهران وواشنطن، فيما تسعى الأخيرة إلى دفع المطالب الإسرائيلية و"كبح توسّع الجبهة" في الوقت نفسه.
وأمام ذلك، ذكرت "هآرتس" أنّ هذه التوترات "تجعل من الصعب صياغة موقف متفق عليه" داخل المجموعة التي تضمّ الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية ومصر.