الثبات ـ دولي
تطرّق الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الهجوم الذي تعرّضت له القوات الأميركية في منطقة الحدود الأردنية السورية، وتمّ باستخدام طائرةٍ مُسيّرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، إضافةً إلى جرح العشرات.
وقال بايدن، خلال كلمةٍ له في جولةٍ انتخابية في ولاية كارولينا الجنوبية: "لقد مررنا بيومٍ صعب الليلة الماضية في الشرق الأوسط، لقد فقدنا ثلاثة أرواح في هجومٍ على إحدى قواعدنا"، ثم طلب الوقوف دقيقة صمتٍ وأضاف: "وسوف نرد على ذلك".
وفي وقتٍ سابق أمس الأحد، صرّح بايدن في بيانٍ عقب إعلان واشنطن عن الهجوم، إنّ "قلب الولايات المتحدة مثقل بمقتل 3 جنود في الهجوم على قواتنا شمال شرقي الأردن"، مشيراً إلى أنّه "يجري جمع المعلومات عن هذا الهجوم".
كما شدد الرئيس الأميركي على محاسبة جميع المسؤولين عن الهجوم، وأنّ ذلك سيكون "في الوقت والطريقة اللذين نختارهما".
وبعد أن وصفت وزارة الدفاع الأميركية الهجوم بـ"التصعيد الخطير"، قال من جهته، وزير الدفاع، لويد أوستن، إنّه "غاضب وحزين بعمق" بسبب الوفيات التي أوقعها الهجوم، متعهداً بأنّ "الضربة لن تمر دون رد".
واتهم أوستن، في بيان، ما وصفها "الفصائل المدعومة من إيران" بالمسؤولية عن الهجمات المستمرة على القوات الأميركية، مضيفاً: "سنرد في الوقت والمكان الذي نختاره"، كما أكّد أنّه والرئيس الأميركي "لن يتسامحوا مع الهجمات على القوات الأميركية، وسيتخذان جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتها ومصالحها".
مراسل الميادين في واشنطن قال إنّ مسؤولاً أميركياً "صرّح بأنّ القيادة العسكرية بصدد تحديد الأهداف التي سترد القوات الأميركية عليها"، لافتاً إلا أنّه من غير المُتوقع أن تعلن واشنطن عن أي عملٍ عسكري قبل الشروع به، ومُشيراً أنّ لائحة الأهداف الموضوعة سيتم تقديمها إلى بايدن، حيث هو من يُعطي الضوء الأخضر بها.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان صدر الأحد، أنّ "ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركيين قتلوا وأصيب 34 آخرين، في هجومٍ بطائرةٍ بدون طيار، استهدف قاعدةً في شمال شرقي الأردن".
وأوضح مسؤولٌ في البيت الأبيض الأميركي إنّه تمّ إطلاع بايدن، صباح الأحد، على الهجوم، من قِبل أوستن ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، والنائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي، جون فاينر.
ويمثل هذا الهجوم المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أميركيون، منذ أشهر، في هجماتٍ استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا، والآن في منطقة الحدود الأردنية السورية، والتي بدأت بعد وقتٍ قصير من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
يُذكر أنّ القاعدة التي أعلنت الولايات المتحدة أنّ الهجوم استهدفها، والمعروفة باسم "البرج 22"، هي موقع عسكري مُلحق بمخيم "الركبان" للاجئين، بالقرب من الحدود الأردنية السورية العراقية، كما أنّها تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قاعدة "التنف" الأميركية، وهي المُقامة على الأراضي السورية، وقد تمّ استهدافها عدّة مرات من قِبل فصائل المقاومة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.