رئيس حركة "حقوق": سنشكّل تحالفاً ضد "إسرائيل" بعد خروج القوات الأميركية من العراق

الجمعة 26 كانون الثاني , 2024 10:14 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

أكّد رئيس حركة "حقوق"، والنائب في البرلمان العراقي، حسين مؤنس، في حديثه للميادين، إنّ إدراج اسمه ضمن قائمة العقوبات الأميركية، يمثّل له "محلّ فخرٍ واعتزاز"، مشدّداً على وجوب خروج القوات الأميركية من العراق. 

وأجرى مؤنس مقابلةً مع قناة الميادين، أشار فيها إلى أنّ اللجوء الأميركي إلى فرض عقوبات يدل على "استبدادٍ واستهتار أميركيَين بالعراق، وانتهاكٍ لسيادته"، موضحاً أنّ أميركا تنتهج هذه الأساليب بهدف "إحراج الحكومة العراقية وتبيان هيمنتها على الساحة العراقية"، وأنّ واشنطن تحاول خلط الأوراق في الساحة العراقية عبر سياسة فرض العقوبات.

كما أكّد أن اتجاه أميركا نحو فرض العقوبات "لا قيمة له بنظري"، لكنه قرار يمسّ أعلى سلطة تشريعية (كونه نائب برلماني)، ويمس سيادة البلاد، بحيث يتم تطبيق أوامر أميركية على أرض العراق.

مؤنس: أميركا تهيمن اقتصادياً على العراق بحجم هيمنتها العسكرية

وتطرّق رئيس حركة "حقوق" العراقية إلى أنّ أميركا لم يكن لديها نفوذ اقتصادي فقط في العراق، بل أكثر من ذلك، واصفاً وجودها في البلاد بـ"هيمنة وسيادة ووصاية"، ومشدّداً على دعوته إخراج القوات الأميركية وتحرير العراق من الهيمنة الاقتصادية، ومؤكّداً أنّه "لا عدول عن ذلك".

وأوضح مؤنس أنّه عندما احتلت القوات الأميركية العراق شكّلت صندوقين بأمواله، "عراق 1" و"عراق 2"، وهما اللذين كانت تودع بهما أموال العراق من عائدات النفط، موضحاً أنّ أحدهما "صُرف باعتبار أنّه معني بديون الكويت"، في حين استثمر الأميركيون الأموال في الصندوق الثاني في منحهم سيادةً اقتصادية على البلاد.

وعن كيفية مواجهة الوصاية الأميركية، كشف النائب في البرلمان العراقي للميادين، أنّهم طالبوا وأخذوا "إجراءاتٍ عديدة في سبيل التفلّت من هيمنة الدولار، والاتّجاه نحو تنويع العملات، وإعطاء قوةٍ للدينار العراقي"، مؤكّداً أن كل الأدوات موجودة لتطبيق هذا القرار، مؤكّداً أنّه للعراق اليوم مصادر مالية منتظمة في كل دول المنطقة.

لا بد أن تخرج القوات الأميركية من العراق

ولفت رئيس حركة "حقوق" إلى أنّه "ليس بالضرورة أن يكون هناك إجماع على خروج القوات الأميركية من العراق"، لكنّه بالضرورة وجود أغلبية، مُشيراً إلى أنّ هذه الأغلبية تحققت في القرار الذي صدر من مجلس النواب العراقي في الخامس من كانون الثاني/يناير عام 2020، وهو القرار القاضي بإلزام الحكومة العراقية المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد.

وشدّد مؤنس على عدم وجود سيادةٍ عراقية "في ظل وجود سلطاتٍ لها قرارات ومواقف فوق سلطة الحكومة". كذلك، أكّد متابعة اللجنة الثنائية العراقية-الأميركية وغيرها، ومُشيراً إلى أنّه "على أي حالٍ، فإنّ القوات الأميركية لا بد أن تُخرَج من الأراضي العراقية بشكلٍ أو بآخَر".

وعبّر مؤنس عن حسن ظنه بالحكومة العراقية الحالية في إدارة ملف الخروج الأميركي من البلاد، مُعتبراً أنّ "لا يوجد عاقل يقبل بهذه الهيمنة وهذه الوصاية بهذا الشكل".

وبيّن أنّ الأميركيين قاموا بتنمية الإرهاب وتهديدات "داعش" للبلاد، وأنّهم كانوا مستثمرين في هذا الإرهاب، ووظّفوا "داعش" لأجل إعادتهم إلى الساحة العراقية، لأجل الحفاظ على الأمن القومي الأميركي والحفاظ على أمن واستقرار "إسرائيل"، مشدّداً على أن من قاوم التنظيمات الإرهابية هم أبناء العراق بمباركةٍ من فتوى المرجعية العليا، وبدعمٍ من إيران.

واعتبر أنّ الوجود الأميركي الآن هو "وجود تهديدي وليس حافظاً أو دافعاً عن البلد"، مشدّداً على أنّ قصف مؤسسة حكومية وقتل قادة وموظفين حكوميين في الحشد الشعبي يمثّل "استهتاراً واستهانةً وعدوان".

وجدّد تأكيده أنّ السفارة الأميركية في العراق تحوّلت إلى "ثكنةٍ عسكرية"، وتحوي أجهزة تنصت وتجسس، مستهجناً أنّها "أكبر سفارة في العالم، وأكبر بعثة في العالم".

وبشأن المقترح عن توصلٍ لهدنة بين جيش الأميركي والمقاومة الإسلامية في العراق، قال مؤكّد في حديثه للميادين: "أنا لا أرى معنى لمفردة الهدنة، فهناك احتلالٌ وشعب رافض له".

وعن تأثير مغادرة القوات الأميركية على الجانب الأمني، أكّد أنّ الجيش العراقي والقوات المسلحة العراقية عموماً، والحشد الشعبي اليوم هم في أحسن حالاتهم، مجدّداً أنّه "لامبرر لوجود جيشٍ موازٍ للجيش العراقي تحت أيّ ذريعة".

"إسرائيل" موجودة في العراق بأغطية مختلفة

وكشف مؤنس للميادين أنّ الخطوة التالية بعد تصفير الوجود الأميركي في العراق، وإخراجه من البلاد، ستكون هي "الدعوة إلى تشكيل تحالف من جميع الدول الرافضة لإسرائيل، للوقوف بوجه تغلغل  جهازها الموساد".

وأشار إلى أنّ جهاز "الموساد" الإسرائيلي موجودٌ في بغداد، وموجود في إقليم كردستان العراق، وله أصابع واضحة، لافتاً إلى أنّ وجودٍ إسرائيلي في البلاد تحت غطاء منظمات مجتمع مدني، وشركات تجارية اقتصادية وأمنية، إضافةً إلى وجودٍ في السفارات.

وختم مؤنس حديثه للميادين بالقول إنّ العراق في خطر، وأنّهم حريصون على استرداد سيادته "شاء من شاء، وأبى من أبى"، مضيفاً "نحن ماضون باتجاه استرداد سيادة البلد والحفاظ عليه وطرد هذا الوجود الأميركي البغيض".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل