الثبات ـ لبنان
رأت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء، في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسة أن التهديدات الصهيونية بشن حرب موسعة على لبنان، رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، ومحاولة للتأثير في حسابات حزب الله وتقديراته، ودعم للوسيط الأميركي بسقف عالٍ لتمكينه من تحقيق المطالب الإسرائيلية، مؤكدة أن خيار كهذا لن يعيد الأمن إلى الجبهة الشمالية.
وكتبت صحيفة الاخبار، ان بين التهويل بحرب موسّعة على لبنان لتحقيق عمق آمن داخل الأراضي اللبنانية يطمئن مخاوف المستوطنين في المستعمرات الشمالية، والإقرار بأنّ خيارًا كهذا لن يعيد الأمن إلى الجبهة الشمالية مع الدعوة إلى تحقيق ذلك عبر المفاوضات والعمل الدبلوماسي، يبدو واضحًا أن وراء رفع السقف الإسرائيلي محاولة للتأثير في حسابات حزب الله وتقديراته بأنه جدي في اللجوء إلى الخيار العسكري، ودعمًا للوسيط الأميركي بسقف عالٍ من التهديد لتمكينه من تحقيق المطالب الإسرائيلية، إضافة إلى كون التهديدات رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن المستوى السياسي والعسكري جادّ في المضي في أي خيار لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية… من دون أن يعني ذلك استبعاد خيار التدحرج نحو حرب.
وتشير خلاصة التهديدات وحملة التهويل الصادرة عن المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين إلى عدم وجود توجّه واضح وموحّد حيال التعامل مع الأخطار المتزايدة على الجبهة الشمالية جراء تواصل عمليات حزب الله انطلاقاً من جنوب لبنان، وما تنتجه من وضع يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ففيما رأى الوزير في مجلس الحرب، بيني غانتس أن "إسرائيل" تقترب من مرحلة تحتاج فيها إلى تحرك واسع النطاق في عمق لبنان لإزالة تهديد حزب الله، أكّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى لو أوقفه حزب الله، ورغم أن الحرب «ستكون صعبة لـ"إسرائيل"، لكنها مدمّرة بالنسبة إلى حزب الله ولبنان.
بدورها كتبت صحيفة االبناء فيما تترقب الساحة الداخلية الحركة الدبلوماسية الداخلية والخارجية باتجاه لبنان على خط استحقاق رئاسة الجمهورية، تواصلت التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان، وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت أمس: إنه حتى لو أوقف حزب الله عملياته فلن نتوقف حتى يتغير الوضع الأمني على الحدود الشمالية. وأقرّ بأن «الحرب مع حزب الله ستكون قاسية على «إسرائيل» ومدمّرة للحزب ولبنان.
ويستبعد خبراء عسكريون أن تشن “إسرائيل” عدواناً كبيراً على لبنان في ظل الظروف الراهنة، لا سيما بعد زلزال 7 تشرين الأول الذي تعرّضت له والحرب على غزة التي استنزفت الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية وأحدثت تصدعاً في المستوى السياسي الإسرائيلي، ولفت الخبراء الى أن "إسرائيل" لا تذهب للحرب إلا بعد توافر عدة شروط:
جهوزية عسكرية واستعداد الجبهة الداخلية. ضمان بتحقيق انتصار حاسم وسريع. وجود قرار أميركي – غربي يحمل مشروعاً سياسياً للحرب، كما في عدوان 2006 (مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزير الخارجية الأميركية آنذاك كونداليزا رايس).
لكن الخبراء يحذرون من أن "إسرائيل" تقوم بضربات تصعيدية واستفزازية لمحاولة استدراج حزب الله ليكون المبادر بالحرب بإطلاق صواريخ على “تل أبيب” لكي تبرر عدوانها على لبنان لكسب تأييد الداخل الإسرائيلي والمشروعية الدولية للحرب. ويرى الخبراء أن الحديث الاسرائيلي عن هدنة 48 ساعة هي فخ لحزب الله للقول للعالم إن الحزب هو من أطلق الطلقة الأولى بعد الهدنة. لكن الخبراء ينوّهون بإدارة حزب الله للحرب وسيطرته على تكتيكاتها وعدم السماح للإسرائيلي بالخروج عن قواعد الاشتباك التي تشعل الحرب الواسعة، وبالتالي لن يعطي "إسرائيل" الذريعة التي تريدها.