الثبات ـ دولي
قالت صحيفة "ذا إنترسبت" الأمريكية أن إدارة بايدن وضعت نفسها أمام هزيمة جيوسياسية من قبل حركة انصارالله اليمنية ، بعد قرارها بالتدخل العسكري ضد الحركة اليمنية، وهو التدخل الذي لم يردعها حتى الآن، بل إن وتيرة الهجمات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب زادت.
وأشارت الصحيفة، في تحليل كتبه مرتضى حسين، الباحث في الشؤون الخارجية، إلى أن الرئيس الأمريكي اعترف، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الخميس، بأن الضربات الجوية التي نفذها الجيشين الأمريكي والبريطاني لم توقف انصارالله.
وعقب الغارات الأمريكية والبريطانية، تزايدت هجمات انصارالله في البحر الأحمر وتوسعت لتشمل سفنا تجارية وحربية أمريكية.
وأشار الكاتب، إلى أن حركة انصارالله في اليمن برزت خلال الحرب على غزة كلاعبة فاعلة غير متوقع في المنطقة، حيث نجحت في تعطيل الشحن حركة العالمي باسم الفلسطينيين في غزة، واستفزت الولايات المتحدة لتشن سلسلة من الغارات الجوية في محاولة بائسة وفاشلة لردعها.
وقال إن تصعيد الهجمات ضد انصارالله من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من تعطل حركة الشحن - وهو أمر قد يكون ضارًا بمحاولات تخفيف الآثار الاقتصادية - ويخاطر بحرب إقليمية شاملة .
كما أن التفاوض أو الخضوع لمطالب حركة مسلحة من واحدة من أفقر دول العالم، سينظر اليه من قبل الكثيرين على أنه استسلام أمريكي من شأنه تعزيز شعبية انصارالله المكتسبة حديثاً.
ونوه الكاتب، إلى أن حركة أنصارالله، التي استفادت بلا شك من دروس الحرب الاهلية القاسية مع الحكومة المدعومة من السعودية في المنفى، تبدو أنها غير مستعدة للتراجع.
ويرى الكاتب أن لجوء واشنطن إلى إخراج ورقة تصنيف الحركة كجماعة إرهابية يظهر إحباط الإدارة الأمريكية من ارتداع الحركة اليمنية بعد الغارات العسكرية عليها، لكن الحركة واصلت الهجمات في البحر الأحمر عقب القرار الأمريكي أيضا.
وأصبح المتحدثون باسم الحركة وجوها مألوفة على القنوات الفضائية العربية، حيث يستمتعون بدورهم في تحدي الغرب بشأن قضية الفلسطينيين، كما يقول التحليل.
ويقول المحللون إن الرأي العام حول الولايات المتحدة وصل إلى أدنى مستوى له منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وتظهر استطلاعات الرأي التي أجريت بين العرب في المنطقة غضباً واسعًا وخيبة أمل تجاه الولايات المتحدة منذ بداية حرب غزة، مع وجود آراء أكثر إيجابية تجاه دول منافسة مثل الصين وروسيا.
ويبدو من المرجح أن يتزايد الغضب تجاه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث يبدو أن إدارة بايدن تضع الاقتصاد العالمي على حساب حياة الفلسطينيين في ضرباتها على انصارالله.
وينقل التحليل عن هشام العميسي، كبير مستشاري شؤون اليمن في المعهد الأوروبي للسلام قوله: "يجب على الولايات المتحدة أن تعتبر أن هذه التصرفات في غزة تثير غضب الناس في جميع أنحاء المنطقة".
ويضيف: "التصور المحلي هو أنه عندما سالت دماء الفلسطينيين في الأشهر الثلاثة الماضية، لم يزعج أحد، ولكن عندما تم تهديد المصالح الاقتصادية للغرب، تحركوا على الفور. تتناسب هذه الرسالة تمامًا مع خطاب انصارالله ويتردد صداها بقوة في المنطقة".
ويختم الكاتب تحليله بالقول إنه بدلاً من إضعاف انصارالله، يبدو أن الضربات الجوية الأمريكية تعمل على تعزيز المكانة السياسية للحركة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.