الثبات ـ فلسطين
أفادت وسائل إعلام العدو، اليوم الأربعاء، بأنّه "من المستحيل قتال الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين في رفح (أكثر المخيمات اكتظاظاً في الشرق الأوسط)، على طول الحدود المصرية مع غزّة، من دون إلحاق ضرر فادح بالمدنيين الفلسطينيين"، مضيفةً أنّ "المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي يعرف ذلك".
وقال ضابط الاحتياط الإسرائيلي السابق، إسحق بريك في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ أيّ "محاولةٍ من جانب "الجيش" الإسرائيلي للسيطرة على مخيمات اللاجئين في رفح ستؤدي إلى قتلٍ جماعي للمدنيين في القطاع، والولايات المتحدة والعالم بأسره لن يسمحوا لنا بفعل ذلك"، نافياً أن تُبادر "إسرائيل" إلى عملية برية واسعة في مخيم رفح.
لا حلول لأنفاق رفح.. وثمن الفشل في تحقيق أهداف الحرب سيكون باهظاً
كما اعترف بريك أنّ "إسرائيل لا تملك حتى الحظة أيّ حلاً للأنفاق في محور فيلادلفيا، إذ (يتطلب سدّها بناء جدار بطول 13 كلم وعمق 40 متر) داخل قطاع غزّة، و"حماس" لن تسمح بذلك مُطلقاً، وعلى الجانب المصري من الممكن تقنياً بناء الجدار، لكن المصريين لا يوافقون على ذلك حتى الآن".
ولفت بريك إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي "لن يُحقق الهدفين الرئيسيين للحرب، الأول القضاء على حماس وقدراتها العسكرية والسلطوية، والثاني إعادة المخطوفين الإسرائيليين"، متابعاً أنّ "الفشل في تحقيق الأهداف ثمنه باهظ للغاية" بالنسبة لـ"إسرائيل".
الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح الأسرى ضروري
وأشار إلى أنّه حتى لا تدفع "إسرئيل" ثمناً باهظاً عليها أن تغيّر النموذج وتخرج من خان يونس ومخيمات الوسط في المرحلة الثالثة من الحرب، وعليها محاصرتها من الخارج وتنفيذ عمليات دقيقة ومداهمة قوات حماس بصورةٍ جراحية، وبمساعدة معلومات استخبارية.
وشدد بريك على أنّ الهدف الأعلى الذي لا يزال قابلاً للتحقق هو تحرير كل المختطفين الإسرائيليين، عبر الوصول إلى اتفاقٍ مع "حماس"، وإن كان على حساب وقف الأعمال القتالية في غزّة، حتى لا تخرج "إسرائيل" خالية الوفاض من كل الأهداف التي حددتها.
وأمس، أكّدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ ثمن صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة هو اعتراف الحكومة و"الجيش" الإسرائيلي بفشلهما، دون تحقيق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، الأمر الذي يُعمّق الخلافات الداخلية بين المسؤولين الإسرائيليين.
كذلك، رأى مدير "معهد أبحاث الأمن القومي" في كيان الاحتلال ورئيس جهاز "أمان" السابق اللواء احتياط تامير هايمان أنه بعد فشلها العسكري في غزة، وبعد 100 يوم من دون "القضاء على حماس"، فإنّ على "إسرائيل" دفع أثمان سياسية.