الثبات ـ فلسطين
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بشكل كامل من مخيم نور شمس في طولكرم، شمالي الضفة الغربية، وذلك بعد عدوانٍ على المخيم استمر 40 ساعة.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس ليومين متتالين، ونفذت حملة اعتقالات وجملة اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وسط انتشار القناصة على أسطح الأبنية وتحليق طائرات الاحتلال الإستطلاعية في الأجواء على علوٍ منخفض.
وصباحاً قبل انسحابه، دفع "جيش" الاحتلال، بتعزيزات عسكرية جديدة في اتجاه مخيم نور شمس، حيث فجَر منازل في المخيم.
كما داهمت قوات كبيرة من "جيش" الاحتلال، ومعها كلاب بوليسية، عشرات المنازل في حارات مخيم نور شمس وعاثت فيها خراباً، واعتقلت أصحابها، واعتدت عليهم بالضرب، وأخضعت فلسطينيين آخرين للتحقيق والاستجواب وتفتيش بالهواتف، بمن في ذلك النساء.
بدوره، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أنّ طواقمه تعاملت مع 21 إصابة، خلال اقتحام الاحتلال لمدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها، فيما اندلعت اشتباكات بين الاحتلال ومقاومين فلسطينيين في محيط مخيم طولكرم.
وبحسب شهود عيّان، فقد وسّع "جيش" الاحتلال اقتحاماته في طولكرم لتشمل عدة أحياء، مشيرين إلى أنّ أصوات اشتباكات مسلحة تُسمع بين حين وآخر إلى جانب سماع دوي انفجارات.
وقد تصدّى المقاومون الفلسطينيون لهذا العدوان، بحيث أعلنت كتيبة مخيم طولكرم، أمس، استهدافها آليات وجرافات الاحتلال، التي اقتحمت حارة المدارس وفي حارة البلاونة، بعبوات شديدة الإنفجار وبوابل كثيف من الرصاص، مما أدى لإعطاب بعضها.
وأكّدت أنها اشتبكت مع الجنود الإسرائيليين، الذين حاولو الترجل من الآليات، موضحةً أن حدّة القتال منعتهم من ذلك. وأضافت الكتيبة أنها تمكنت من استهداف أماكن انتشار قناصة الاحتلال، بوابل كثيف من الرصاص.
كما شدّدت الكتيبة على أنه "ما زال في جعبة المجاهدين الكثير الكثير"، لافتةً إلى أنّ الاحتلال سيرى المزيد إذا تجرأ وتوغّل بقوات راجلة.
يُذكر أنّ حملات الاقتحامات والاعتقالات والدهم الإسرائيلية في مدن ومخيمات الضفة الغربية متواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في عدوانٍ مستمر تزامناً مع مواصلة الاحتلال عدوانه على قطاع غزّة، والذي دخل يومه الـ90 على التوالي.