الثبات ـ فلسطين
تحدّثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في مقال للصحافي، ناحوم برنياع، عن أنّ الأخبار عن توسيع "الجيش" الإسرائيلي لتوغله البري في قطاع غزة تفيد بأمرين، وأبرزه عجزه عن تحقيق نصر حتى الآن.
وبحسب برنياع فإن الأمر الأول، هو أنّه "لم يجرِ بعد السيطرة شمال قطاع غزة، فيما المقاتلين يخرجون من فتحات أنفاق ومبانٍ ويلاحقون جنود الجيش".
أمّا الأمر الثاني، فهو أنّ "الجيش يشتمّ رائحة النهاية، ويحاول الوصول إلى المزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف إطلاق نار"، وفق الصحافي الإسرائيلي.
في هذا السياق، أشار برنياع إلى أنّ "الأهداف التي حددها المستوى السياسي للجيش غير قابلة للتحقيق"، مضيفاً أنّ ذلك كان "واضحاً للجميع منذ اليوم الأول، إذ إنّ تصفية وتدمير وتقويض المقاومة في غزة هي أمنيات، عندما يتعلق الأمر بنوع الضربة التي تلقيناها في 7 تشرين أول/أكتوبر".
وأوضح أنّ "التمنيات ليست خطة عسكرية وليست استراتيجية، فالتوقعات المبالغ فيها تُسبّب خيبة أمل وستكون مؤلمة بشكل خاص وسط القوات المقاتلة".
في هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ القوات الإسرائيلية لا تزال تواجه "معركة شرسة على نحو غير متوقع شمالي قطاع غزّة"، وهو ما يؤخّر جهودها لتحويل تركيزها إلى جنوبي القطاع، وخصوصاً في مدينة خان يونس.
وجاء في تقرير الصحيفة أنّ لدى المحللين شكوكاً في أن تكون "إسرائيل" "قادرة على تحقيق النصر ضمن الجدول الزمني الذي حددته الولايات المتحدة، وخصوصاً إذا جرى دفع "إسرائيل" إلى تخفيف شدّة هجومها البري بحلول نهاية كانون الثاني/يناير.
وبعد 10 أسابيع على الحرب، تقول الصحيفة إنّ "إسرائيل" تقترب من السيطرة الكاملة على شمالي غزة، "لكن فوق الأرض فقط".
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنّ التهديد الأكبر يكمن في شبكة أنفاق حماس المعقدة، والتي يبلغ مجموعها مئات الأميال تحت قطاع غزة، والتي "تستخدمها الحركة لنقل المقاتلين تحت أقدام قوات الاحتلال"، لافتةً إلى أنّ مقاتلي حماس يستطيعون استخدام الأنفاق للتحرك وخوض معارك يومية شرسة في معاقلهم شمالي قطاع غزة.
بدورها، أكّدت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أنّ حركة حماس "تنجح في إظهار أنّها لم تُهزم في شمالي قطاع غزّة"، وأنّ رئيس مكتب الحركة في القطاع، يحيى السنوار، أنزل كارثةً بالإسرائيليين.
ووفق مجريات المعارك، بدا أنّ المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها جيداً لمواجهة الاحتلال والالتحام معه برياً، بحيث تتضمن خطتها الدفاعية منع إعطاء القوات الموجودة على حدود قطاع غزة أو تلك التي تنفيذ المناورات البرية أي فرصة للراحة أو التمركز، مكبدّةً الاحتلال خسائر كبيرة في صفوفه منذ اليوم الأول من خلال تصديها المتواصل لقوات الاحتلال المتوغلة.