الثبات ـ دولي
سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على تطورات العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، موضحة أن مصادر أمنية ومعطيات ميدانية على الأرض تفيد أن تحقيق كيان الاحتلال لهدفه المعلن بالقضاء على حركة حماس لا يزال بعيد المنال حتى الآن.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الذي لم يستكمل عملياته في شمال غزة، فتح جبهة جديدة في جنوب القطاع، ورغم تسوية الغارات الجوية معظم مدينة غزة بالأرض، إلا أن قوات الاحتلال البرية لم تدخل بعد إلى بعض معاقل حماس الرئيسية هناك.
وبالتزامن مع تصاعد العدوان، فمن المرجح أن تؤثر الضغوط الدولية على كيان الاحتلال لتقليل عدد الضحايا من المدنيين على وتيرة العمليات في الجنوب.
وتحاول سلطات الاحتلال الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع التكلفة الباهظة بالفعل للحرب على غزة والتي أودت بحياة نحو 16 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم أكثر من 5 آلاف طفل.
والإثنين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يتعين فيها على السلطات الإسرائيلية أن تحدد بشكل أكثر وضوحا هدفها النهائي".
وأضاف أن "ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟ … إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات".
السيطرة على القطاع
وبحسب مايكل ميلشتين الرئيس السابق لقسم فلسطين بشعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للاحتلال، فإن نحو ثلث مدينة غزة لا يزال خارج سيطرة قوات الاحتلال، بما في ذلك بعض المناطق التي من المتوقع أن تكون شديدة التحصين.
فيما يتعلق بالمعركة المحتملة بالمنطقة، قال ميلشتين: "سيكون الأمر صعبا للغاية (على جيش الاحتلال)”، مضيفا أن حماس "جهزت بالفعل كل بنيتها التحتية".
وفي غضون ذلك، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلانت لابس في نهاية نوفمبر/تشرين أول قبيل نهاية الهدنة إشارات قليلة على وجود عسكري صهيوني حول حي الشجاعية (شرق) أو حي جباليا (شمال)، وكليهما تعرض لقصف عنيف وغارات منذ عودة القتال أواخر الأسبوع الماضي.
شبكة الأنفاق
ويعتقد أن لدى حماس مئات الأميال من الأنفاق التي تمتد تحت غزة، وهي من بين أصولها العسكرية الأكثر أهمية، مما يسمح لها بنقل الأسلحة والمجاهدين دون أن يتم اكتشافهم.
وقدر المسؤولون العسكريون عدد فتحات الأنفاق التي تم اكتشافها حتى الآن بـ 800، مع تدمير 500 منها بالفعل. وقد رفضوا التعليق على التقارير التي تفيد بأنه يتم النظر في خطة لاستخدام المضخات لإغراق الأنفاق بمياه البحر.
وقال هورويتز إنه من الصعب قياس مدى التأثير الذي تمكنت إسرائيل من إحداثه على نظام الأنفاق ككل.
وفي حين أن بعض الأنفاق قد يكون صغيرًا، ومخصصًا لهجمات لمرة واحدة، يُعتقد أن البعض الآخر يبلغ عمقه عشرات الأمتار ومتصلًا بشبكات أكبر.
وتقدر شركة هوروفيتز أن حوالي ثلث شبكة الأنفاق في غزة لا تزال سليمة.
ترسانة الصواريخ
وعلى الرغم من مرور شهرين من القتال العنيف، لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه مواقع الاحتلال. وأطلقت الثلاثاء عدة قذائف باتجاه جنوب الاراضي المحتلة، أصاب أحدها عسقلان.
لكن في الأسابيع الأخيرة، كان من النادر انطلاق صفارات الإنذار في المدن البعيدة مثل تل أبيب، وانخفض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة من الآلاف في الساعات الأولى من العدوان إلى العشرات يوميا.