الثبات ـ دولي
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقريرٍ نشرته اليوم السبت، تجدّد الغارات الإسرائيلية ضمن العدوان المتواصل على قطاع غزّة، لافتةً إلى أنّ "إسرائيل" لا تتصرف وفق "الحذر اللازم" في الاستهدافات التي تقوم بها خصوصاً في جنوبي قطاع غزّة.
ونقلت الصحيفة في تقريرها، عن خبراء، أنّه لا يوجد أي دلائل تُذكر على أنّ الغارات الجوية الإسرائيلية المتجدّدة "تتم بالحذر اللازم للحد من سقوط ضحايا من المدنيين"، مُشيرةً إلى أنّ الغارات الإسرائيلية تتجدّد في واحدةٍ من أكثر الأماكن كثافةً سكانية على وجه الأرض، في إشارةٍ إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
وأوردت الصحيفة تصريحاً لمسؤول كبيرٍ في الإدارة الأميركية أكّد فيه أنّ المسؤولين الأميركيين أبلغوا "إسرائيل" أنّه "لا ينبغي مهاجمة مناطق في خان يونس جواً" بسبب السكان المدنيين، مع أنّهم يعتبرون هذه المواقع التي تمّ الحديث عنها "أهدافاً مشروعة".
ولفتت إلى أنّ بعض الخبراء قالوا إنّهم لم يروا "دلائل تذكر على أنّ الغارات الجوية الإسرائيلية المتجدّدة تتم بالحذر اللازم للحد من سقوط ضحايا من المدنيين"، لافتين في تأكيداتهم للصحيفة أنّ خان يونس الآن هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.
وفي مفارقةٍ حملتها تصريحات إسرائيلية، تداولت "واشنطن بوست" حديثاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا إنّهم "يأخذون نصيحة المسؤولين الأميركيين على محمل الجد"، لتضيء الصحيفة على أنّهم أشاروا إلى أنّهم "لا يرون حاجةً إلى تغييراتٍ كبيرة في الطريقة التي يديرون بها عمليتهم".
وقال مسؤولٌ سابق في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، إنّ الإدارة الأميركية "أدركت متأخرةً إلى حدٍ ما أنّ الحرب في غزّة ليست في المصالح الأميركية"، مُضيفاً أنّه "مهما كنّا متفقين مع إسرائيل، فإنّ الحرب التي يُقتل فيها آلاف الفلسطينيين الأبرياء تُضر بسمعة أميركا في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
الصحيفة الأميركية ذكّرت في تقريرها بأنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، كانت تأمل بشكلٍ عاجل في استغلال التوقف الأخير للأعمال القتالية بين "إسرائيل" وحركة حماس لتغيير مسار الحرب في قطاع غزّة، لافتةً إلى أنّه مع بدء القتال من جديد يوم الجمعة، لم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه الجهود لها أي تأثير.
كما تضمّن تقرير الصحيفة تصريحاتٍ إضافية لكبار المسؤولين الأميركيين خلال فترة الهدنة القصيرة، فيما أسمته "تناقضاً ملحوظاً مع لهجتهم" قبل بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث قالوا إنّه "إذا أسفرت العمليات الإسرائيلية المتجدّدة مرةً أخرى عن خسائر فادحة"، فإنّها ستكون بمثابة رفض علني للموقف الصريح للقادة الأميركيين.
يُذكر أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، عبّر في اتصالٍ هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قلقه بشأن "عمليةٍ عسكرية إسرائيلية محتملة في جنوبي قطاع غزّة" بعد انتهاء الهدنة الموقتة الحالية، وذلك حسبما كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء.
وكشف الموقع، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أنّ بايدن أبلغ نتنياهو في الاتصال الذي جرى بينهما الأحد، أنّ الطريقة التي عملت بها "إسرائيل" في شمالي قطاع غزّة "لا يمكن تكرارها في الجنوب"، وأنّ ذلك "نظراً لتكدّس قرابة مليوني فلسطيني هناك"، حيث من شأن تنفيذ العمليات العسكرية في منطقة جنوبي القطاع أن يؤدي إلى "سقوط أعدادٍ أكبر بكثير من الضحايا المدنيين ويفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع".