الثبات ـ عربي
أكد "مرصد الأزهر" لمكافحة التطرف أنّ الكيان الصهيوني وتنظيم "داعش" الإرهابي "وجهان لعملة واحدة". وخلص المرصد إلى هذا الاستنتاج من خلال مقارنة عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة وأفعال "داعش" الإرهابية، حيث ظهر تشابه كبير بينهما.
وأضاف أنّ الاحتلال أضاف "مزيجاً من الفاشية والنازية، وأنتج ما هو أقبح من كل التنظيمات الإرهابية مجتمعةً، على اختلاف مسمياتها وأيديولوجياتها".
ولخّص مرصد الأزهر أوجه التشابه بين الاحتلال الإسرائيلي وتنظيم "داعش" الإرهابي في النقاط التالية:
1- توظيف الدين في تحقيق مكاسب سياسية: وفي هذا الإطار، أشار المرصد إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، استشهد غير مرة، بالنصوص التوراتية، في تبريره المجازر الإسرائيلية ضدّ الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، في قطاع غزة.
2- تحقيق حلم الإمبراطورية والتوسع الإمبريالي: وهنا أوضح مرصد الأزهر أنّ طموح تنظيم "داعش" الإرهابي ببناء دولة ثيوقراطية، تحت مسمى إحياء الخلافة، هو حلم الصهاينة المتطرفين نفسه، بشأن إقامة "مملكة إسرائيل الكبرى" أو "مملكة داوود" على أرض فلسطين المحتلة ومصر والأردن وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى جزء من العراق والسعودية.
3- العنصرية والاستعلاء وتوسيع دائرة الصراع العنصرية: في هذا الشأن، لفت المرصد إلى أنّ العنصرية وادعاء التفوق، وامتلاك الحق، هي من السمات المشتركة في أدبيات "داعش" والاحتلال، في تسويغ أعمال العنف والقتل والاعتداء على الآخر، الذي ينأى بنفسه عن استخدام أساليب مماثلة في المقاومة والدفاع عن النفس. وأضاف أنّ خطابات "داعش" والاحتلال تكرّس العنف والإرهاب باسم الأديان.
4- التطهير العرقي والإبادة الجماعية: أكد مرصد الأزهر وجود تشابه قوي بين عمليات الإبادة الجماعية التي نفّذها عناصر "داعش" ضد قومية الإيزيديين في العراق، وبين جرائم الاحتلال في قطاع غزة، وفلسطين بصورة عامة. ووفقاً له، كشفت طريقة التعامل الدولي مع الحالتين ازدواجية المعايير الغربية.
5- العنف المفرط واستخدام التوحش: فيما يتعلق بهذا الأمر، لفت المرصد إلى أنّ العالم لم ينسَ حرق "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، ولا قطع الرؤوس الأعضاء، ولا تفجير رؤوس الناس بالأسلحة النارية والعبوات الناسفة.
وبحسب ما تابع، فإنّ منطلق هذه الأفعال عند "داعش" هو كتاب "إدارة التوحش"، لـ"المنظّر" أبو بكر ناجي، وكيفية استغلال التوحش في "إرهاب" أعداء التنظيم.
وبيّن مرصد الأزهر أنّ ذلك يتجسد في واقعنا مع الكيان الصهيوني، الذي يسير على نسق "داعش" في "إدارة التوحش"، بصورة أبشع وبقوة نيرانية أشدّ، حيث نرى أشلاء الأطفال في غزة كل يوم، وأجساداً بلا رؤوس وأعضاء بلا أجساد، وأشلاء لعائلات كاملة تجمع في حفنة، أو حفنتيْن، أو كيس، أو كيسين، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل.
6- استراتيجية الأرض المحروقة: وبما خصّ هذه النقطة، أورد المرصد أنّ سياسة التهجير التي يصرّ عليها الاحتلال الإسرائيلي، تسبقها استراتيجية الأرض المحروقة.
و"داعش" استعمل هذه السياسة نفسها، في العراق وسوريا، كما أضاف مرصد الأزهر. وأشار أيضاً إلى أنّ جعفر الإبراهيمي، مستشار الحكومة العراقية للبنى التحتية، قال لوكالة "رويترز" إنّ "تنظيم داعش سبّب خسائر تُقدَّر بنحو 30 مليار دولار في البنية التحتية العراقية منذ 2014.
وتابع الإبراهيمي: "تنظيم داعش استخدم سياسة التدمير الشامل للمنشآت والمصانع والبنايات؛ بقصد إحداث أكبر ضرر اقتصادي للعراق".
7- التنكر للقوانين والمواثيق الدولية: بحسب المرصد، لا يكفّ "داعش" عن ترديد عدم اعتباره للقرارات الدولية، وعدم احترامه المواثيق الدولية.
ومثله، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي لم ينفّذ قرارات الأمم المتحدة، ولم يستجب لنداءات النظام العالمي، ولم ينزل على نصوص القوانين الدولية والمواثيق؛ كلها لا يراها ولا يسمعها ولا ينفذها، لدرجة أنّ كثيرين من الكتاب يرونه فوق القانون الدولي والقرارات الأممية، وفق مرصد الأزهر.