الثبات ـ لبنان
رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، أنّ العدوان “الاسرائيلي” المتصاعد على غزة، وعلى مناطق الضفة والقدس وجنوب لبنان، يؤشر إلى أنّ العدو “الإسرائيلي”، يذهب باتجاه استخدام كلّ أرصدته، من آلة عسكرية ودعم أميركي ـ غربي غير محدود، لإيهام مستوطنيه بأنه لا يزال قادراً على حمايتهم، في حين أنّ الوقائع على الأرض، أثبتت أنّ جنود هذا العدو لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم حين تشتدّ المواجهة.
وخلال اجتماع عقده للمنفذين العامين في لبنان وبعض أعضاء هيئات المنفذيات، في قاعة الشهيد خالد علوان في بيروت، أشار حردان إلى أنّ المجازر التي يرتكبها العدو بحقّ أهلنا في غزة، ليست دليل قوة، بل هي إبادة جماعية للأطفال والنساء والمسنّين، وهذه جرائم حرب موصوفة، سيدفع العدو أثمانها، مهما كانت الحماية التي توفرها الولايات المتحدة الأميركية له.
وذكّر حردان بعدوانية “إسرائيل” ومجازرها، منذ احتلال فلسطين الى اليوم، معتبراً أنّ العدو وبعد كلّ حرب عدوانية كان يزداد غطرسة واجراماً، ولذلك كانت حرب تشرين التحريرية في العام 1973 التي عبّرت عن إرادة قومية واضحة وعن قدرات فاعلة في مواجهة العدوان، ولبلوغ التحرير والانتصار، وكان تحرير معظم الأرض اللبنانية في العام 2000، وحرب تموز عام 2006، وصولاً إلى طوفان تشرين 2023.
واعتبر حردان أنّ قوة “إسرائيل” هي مجرد وهم، فالعدو لم يكن يوماً قوياً، بل كان ولا يزال كياناً عنصرياً يعيث تدميراً وإجراماً في بلادنا، والذين نظّروا لقوة هذا الكيان المجرم أرادوا النأي بأنفسهم عن المواجهة والتسليم بمشيئة الاحتلال والعدوان.
أضاف: “إسرائيل” كانت على الدوام قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة المدوية في كلّ مراحل الصراع، لكن رعاتها وأدواتها كانوا يسارعون إلى تأخير هزيمتها، فبعد حرب تشرين الظافرة 1973، جرى إشغال لبنان، وهو ساحة مواجهة، بحرب فتنوية داخلية في العام 1975، فانقسم اللبنانيون في ما بينهم، فريق يحمل لواء فلسطين، وآخر في ضفة المشروع “الاسرائيلي”، فتعمّق الانقسام في لبنان، ما مكّن “إسرائيل” من القيام باجتياحين متتالين للبنان، 1978 و1982، بعد أن نجحت في اختراق الجبهة المصرية باتفاقية “كمب ديفيد” 1979 والتي شرّعت لبعض الأنظمة العربية أبواب التطبيع مع العدو، وكلّ ذلك في سياق مخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
وقال حردان: مرة جديدة، سورية التي هزمت العتوّ والغطرسة الصهيونية في حرب تشرين 1973، استطاعت أنّ تقوّض المشروع “الإسرائيلي”، بإحلال السلم الأهلي في لبنان وتثبيت أمنه واستقراره والمساعدة على استعادة الدولة لدورها ومؤسّساتها الواحدة. وفي ظلّ السلم الأهلي الذي نعم به لبنان، وتعاظم قوة المقاومة، كان التحرير عام 2000، والانتصار عام 2006.
أضاف حردان: ربطاً بما سبق، فإنّ الانقسام راهناً في لبنان، هو في جوهره بين من هم ضمناً مع التطبيع والنأي بالنفس، وبين قوى المقاومة المؤمنة بخيار الدفاع عن لبنان وتحرير ما تبقّى من أرضه ومناصرة القضية الفلسطينية في مواجهة مخطط تصفيتها.
واعتبر حردان انّ الرهان على ما يُسمّى المجتمع الدولي وقراراته لردع “إسرائيل” عن جرائمها بحق أطفال فلسطين، رهان خاطئ، طالما أنّ مؤسسات المجتمع الدولي تخضع للمشيئة الأميركية ـ “الإسرائيلية”. لقد سبق للمؤسسات الدولية أن أصدرت قرارات عدة، منها قرار مجلس الأمن رقم 425 الذي يطالب “إسرائيل” بالانسحاب من الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط، غير أنّ العدو ضرب عرض الحائط بهذا القرار، ليس لأنه قوي بل لأنه محميّ من قبل الولايات المتحدة الأميركية ومن الدول الغربية، التي تغطي جرائمه ومجازره بحق شعبنا، فأيّ حرية وديمقراطية وحقوق إنسان يتحدث عنها هذا الغرب الاستعماري الشريك في سفك الدماء وارتكاب المجازر بحق شعبنا؟
وتابع قائلاً: في سجلات الأمم المتحدة عشرات القرارات التي تدعو إلى وقف الاستيطان والتهويد، غير أنّ “إسرائيل” بنت مئات المستوطنات وآلاف المساكن، وواصلت تهويد الأرض وقتل الفلسطينيين وتهجيرهم، في سياق مخطط تصفية المسألة الفلسطينية، ورغم ذلك، فإنّ الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً على الإطلاق.
وتابع حردان قائلاً: لا يمكن لنا أن نحرّر أرضنا وأن نستعيد حقنا وأن ندافع عن شعبنا إلا بإرادة المقاومة وتراكم عناصر القوة، وهذا ما شهدناه في 7 تشرين الأول 2023، حيث سيطرت المقاومة الفلسطينية على عشرات المستعمرات والمواقع الصهيونية التي تشكل قواعدَ للقتل اليومي بحق أهلنا في غزة، ولذلك هبّ العالم الغربي وأتى بأساطيله وجاء رئيس أميركا ووزراؤه مانحين “إسرائيل” كلّ الدعم لارتكاب مجازر الإبادة، قتلاً للأطفال والنساء وتدميراً للكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس.
وقال حردان: المقاومة في فلسطين ولبنان وفي كلّ بلادنا، تمتلك عناصر قوة ستمكّنها من فرض معادلات جديدة، واننا نحيّي المقاومين الذين يواجهون بعز وبطولة عدواً مجرماً متغطرساً يلقى كلّ أشكال الدعم من الغرب الاستعماري.
وأضاف: مقاومتنا بما تمتلك من إرادة وتصميم وإمكانيات قادرة على خوض مواجهة ظافرة ضدّ عدو مجرم يحتلّ أرضنا ويقتل شعبنا… ولذلك، نقول لأصحاب معزوفة عدم توريط لبنان في معركة ليست على أرضه، بأنّ العدو الصهيوني هو الذي يعتدي على لبنان ويحتلّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وقال حردان: ما يجمع مقاومتنا ميدان واحد ومصير واحد ومصلحة واحدة، وهذا الميدان هو في كلّ المواقع على امتداد ساحة مواجهة واحدة، وللعدو الذي يسعى لإلغاء شعبنا في فلسطين بالقتل، نقول: نحن نعرف كيف ندافع عن بلدنا، واجبنا جميعاً أن نتصدّى ونواجه ونقاوم، ولا تعنينا النصائح الملغومة التي يتمّ الترويج لها. على أصحاب النصائح الملغومة ان يتعلّموا من تجارب الماضي كي لا يقعوا في الخطأ مرة ثانية وأن يعيدوا النظر ويلتفوا حول الإرادة اللبنانية الشعبية الملتزمة خيار الدفاع عن الأرض والتمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
وختم حردان طالباً من المسؤولين رفع جهوزية المناطق الحزبية على الصعد كافة، وتشكيل اللجان للقيام بما هو مطلوب، وللتعامل مع كلّ مستجدّ، ومضاعفة المشاركة في التحركات المندّدة بالإجرام الصهيوني. لافتاً إلى أنه في إطار الجهوزية الدفاعية، نحن حزب مقاوم ومقاتل بالفطرة والإرادة والتدريب، حاضرون لنكون حيث يجب أن نكون، ولدينا قدرات وإمكانيات سنستخدمها في هذه المواجهة المصيرية.