الثبات ـ دولي
أعلنت السلطات النيجرية، اليوم الجمعة، مقتل 12 عسكرياً وإصابة 7 آخرين في هجوم شنه مسلحون أمس جنوب غربي البلاد.
وقال "المجلس الوطني لحماية الوطن"، في بيان، إن إحدى الوحدات التي كانت تنفذ مهمة لتوفير الأمن في منطقة كنداجي في 28 أيلول/سبتمبر 2023، تعرضت لـ"هجوم وحشي من مئات الإرهابيين الذين كانوا يستقلون دراجات نارية".
وبحسب البيان، تم إجلاء 7 جرحى جراء الهجوم، مشيراً إلى أن القوات النيجرية أجبرت الإرهابيين على التراجع، وقتلت نحو 100 شخص منهم، ودمرت دراجاتهم النارية وأسلحتهم.
وتعد النيجر واحدة من أفقر دول العالم، وهي تخوض قتالاً عنيفاً منذ سنوات مع جماعات إرهابية مثل "بوكو حرام" وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين.
وكان جيش النيجر أعلن في نهاية شهر تموز/يوليو الماضي عبر التلفزيون الرسمي عزل الرئيس محمد بازوم من السلطة بسبب المشكلات الأمنية والاقتصادية التي تعانيها البلاد، وتشكيل "المجلس الوطني لحماية الوطن"، الذي ترأسه مجموعة من القيادات العليا في الجيش، وذلك على خلفية التدهور المستمر للوضع الأمني في النيجر والوضعين الاقتصادي والاجتماعي السيئين.
وتثير الأوضاع في هذا البلد الأفريقي مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقت تواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل، كما تثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما أنّ الرئيس المعزول يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.
ويوم أمس، غادر السفير الفرنسي لدى النيجر، سيلفان إيتي، النيجر متوجهاً إلى باريس، وفق ما أكدت الرئاسة الفرنسية وما نقله الإعلام في النيجر عن المجلس العسكري النيجري، الذي أكّد أيضاً مغادرته عبر تشاد.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد الماضي، أنّ بلاده قرّرت "إنهاء تعاونها العسكري مع النيجر وسحب سفيرها من نيامي".
ودعا المجلس العسكري في النيجر، الاثنين الماضي، فرنسا إلى "سحب قواتها من البلاد، وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه عبر المفاوضات".
يأتي هذا الإجراء بعد قرار هيئة الطيران المدني في النيجر منع الطائرات الفرنسية مِن عبور المجال الجوي للبلاد، وذلك بحسب رسالة إلى الطواقم الجوية، نُشرت سابقاً في موقع وكالة الأمن والملاحة الجوية في أفريقيا.
وقرّرت الهيئة أنّ المجال الجوي للنيجر "مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، ومن بينها تلك العائدة إلى أسطول شركة الخطوط الجوية الفرنسية".
وكان نحو 3000 عسكري فرنسي ما يزالون منتشرين في منطقة الساحل، ويتركز جزءٌ كبير منهم في النيجر، بعد انسحابهم الكامل من مالي العام الفائت، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية إعلان الرئيس الفرنسي الانسحاب من النيجر بأنه الضربة الثالثة في أقلّ من عامين ضد وجود القوات العسكرية الفرنسية في أفريقيا، وهي أخطر انتكاسة لرئيس الدولة في القارة منذ انتخابه في عام 2017، بحسب الصحيفة الفرنسية.