الثبات ـ عربي
أكّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ78 في نيويورك استحقاق العراق "أخذَ مكانه الطبيعي في المجتمع الدولي"، داعياً إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري، ومُشدّداً على التزام العراق القضية الفلسطينية.
وأشار السوداني إلى أنّ حكومته وضعت "برنامجاً لا يمكن التهاون به" من أجل توفير فرص عمل، وتحقيق نهضةٍ في الخدمات داخل العراق، بما في ذلك تنشيط البيئة الاستثمارية والانفتاح على الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى أنّ مشروع التنمية، الذي ترعاه الحكومة العراقية، هو الأحدث في المنطقة، موضحاً أنّ المشروع عبارة عن قناةٍ تربط عدّة أجزاء حيوية مِن العالم بالمنطقة.
وطالب رئيس الحكومة العراقية الدول الصديقة بـ"مد يد العون إلى العراق من أجل مكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة من البلاد"، مشدداً على أنّه حان الوقت لأن "يأخذ العراق مكانه الطبيعي في المجتمع الدولي بعد محاربته الإرهاب نيابةً عن العالم".
وأعرب عن رفض بلده التدخل في شؤونه الداخلية، وذلك تحت أي ذريعةٍ كانت، مطالباً الجميع بضرورة "احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه".
وفي السياق ذاته، قال السوداني: "حرصنا على بناء سياسةٍ خارجية متوازنة ترتكز على تقريب وجهات النظر ومبدأ الاحترام المتبادل"، مؤكداً أنّ "العراق يؤكد التزامه مبادئ القانون الدولي، ولا سيما مع دول الجوار، من أجل حفظ أمن المنطقة".
وجدّد السوداني تأكيد "دعم العراق القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".
يُذكَر أنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، طالب، الخميس، بعقد "مؤتمرٍ دولي للسلام بمشاركة الدول المعنية بتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّ هذا المؤتمر "سيكون الفرصة الأخيرة من أجل حل الدولتين".
ودعا السوداني إلى ضرورة رفع المعاناة عن الشعب السوري، مُطالباً ببسط سلطة الدولة على الأراضي السورية كافة.
وفي سياقٍ آخر، طالب رئيس الوزراء العراقي بإقامة "تجمعٍ يضم دول شواطئ الخليج، من العراق وإيران ودول مجلس التعاون، من أجل إدارة المياه"، مؤكّداً "احتفاظ بلاده بحقها في ردع أي انتهاكٍ للسيادة العراقية".
وقال السوداني إنّ "منطقتنا، وبلادنا على وجه الخصوص، تتعرض لوطأة الجفاف، ولا يجب أن يُترك مهد الحضارة يموت عطشاً".
ولفت إلى أنّ "العراق يعمل ويدعو إلى بذل مزيد من الجهود مع الدول المعنية من أجل تشكيل تكتل تفاوضي ضمن اتفاقية المناخ".
وأكد رئيس الحكومة العراقية أنّ "الكارثة ستكون أشد على العراق ودول المنطقة مع ارتفاعٍ غير مسبوق في درجات الحرارة".
وباشرت الجمعية العام للأمم المتحدة، قبل أيام، في دورتها الـ78، أعمالها في قمة ترمي إلى المحافظة على أجندة عام 2030 بإجراء إصلاحات سريعة وحاسمة، وسط أزمات إنسانية وأمنية وبيئية غير مسبوقة.