الثبات ـ عربي
أفاد مدير مكتب الإعلام في الهلال الأحمر الليبي، في توكرة (شمال شرق ليبيا)، محمد الدينالي، للميادين، أنّ "الوضع كارثي بكل ما للكلمة من معنى"، مؤكداً أنّ المناطق المنكوبة تعيش "مأساة حقيقية".
موفد الميادين إلى بنغازي شرقي ليبيا شدد على أنّ مدناً محيطة بدرنة تحتاج إلى المساعدات ومواد الإغاثة، مضيفاً أنّ السلطات السياسية والعسكرية تسابق الزمن للوصول إلى المناطق المنكوبة.
وأشار إلى أنّ هناك نداءات استغاثة من عالقين في محيط درنة لم تصل إليهم المساعدات.
وفي السياق، ناشد عمّال الإنقاذ في مدينة درنة توفير المزيد من أكياس الجثث، في وقت تصل المساعدات الدولية ببطء.
وقال عمدة درنة،عبد المنعم الغيثي: "نحن في الواقع بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث"، مضيفاً "أخشى أن تصاب المدينة بالوباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه".
من جهته، قال وزير الطيران المدني في درنة، إنّ "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار"، مشيراً إلى أنّ الجثث منتشرة في كل مكان".
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إنّه "كان بالإمكان إصدار إنذارات ولكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة أجلت السكان ولكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية".
مطالبات بفتح تحقيق في كارثة الفيضانات
وطلب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، من النائب العام في ليبيا، فتح تحقيق شامل في كارثة الفيضانات، التي ضربت مدينة درنة.
كما طالب المنفي، حسب بيان له، بـ "محاسبة كل من أخطأ أو أهمل بالامتناع أو القيام بأفعال نجم عنها انهيار سدّي مدينة درنة"، على أن تنسحب التحقيقات إلى "كل من قام بتعطيل جهود الاستغاثة الدولية أو وصولها إلى المدن المنكوبة".
من جهته، طلب رئيس "حكومة الوحدة المؤقتة"، عبد الحميد الدبيبة، من النائب العام الليبي، فتح تحقيق عاجل في ملابسات انهيار سدَّي درنة، مؤكداً أنه وجّه الأجهزة المعنية بالتعاون الكامل في التحقيق.
بدورها، طالبت القيادة العامة للجيش الليبي، بضرورة فتح تحقيق عاجل بواسطة النائب العام الليبي، في ملابسات كارثة إعصار "دانيال" في مدينة درنة، وذلك بعد انهيار سدّين تسببا في ارتفاع عدد الضحايا والمفقودين بشكل كبير.
وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات إلى أكثر من 5 آلاف شخص، بينهم 200 شخص في درنة وحدها، بحسب الحصيلة التي قدمها وزير الصحة في حكومة أسامة حماد، شرقي ليبيا، المعترف بها من جانب البرلمان.
وتخوّف الوزير من أن يصل عدد الضحايا إلى 100 ألف شخص في عداد المفقودين في جميع أنحاء برقة.
كما انقطعت الاتصالات والإنترنت والهواتف المحمولة، والعديد من الطرق مغلقة، ما أدى إلى بطء وصول المساعدات.
وقبل أيام، اجتاح الإعصار المسمى "دانيال" بسرعة بلغت 180 كيلومتراً في الساعة مع كميات قياسية من المياه، سدّين يعود تاريخهما إلى السبعينيات، ما أدى إلى إطلاق ملايين الأمتار المكعبة من المياه، التي ضربت بعنف غير مسبوق، منازل مدينة درنة الواقعة شمال غربي البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 إلى 90 ألف نسمة، فيما اختفت أحياء بأكملها.
وبالإضافة إلى درنة، تضررت مناطق أخرى، مثل سوسة (8 آلاف نسمة)، والمرج (80 ألف نسمة)، والبيضاء (250 ألف نسمة)، والمناطق الداخلية التي لا يُعرف عنها سوى القليل.