الثبات ـ دولي
يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى منتجع سوتشي الروسي اليوم لعقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول استئناف صفقة البحر الأسود لتصدير الحبوب من أوكرانيا.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بين الرئيسين في الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت موسكو، حسب مصدر في الإدارة الرئاسية التركية لوكالة "نوفوستي".
وسيبحث الرئيسان بالدرجة الأولى حسب مصادر تركية، تطورات ملف الأزمة الأوكرانية، ومساعي الوساطة التركية، لإعادة إحياء المفاوضات السياسية بين الطرفين الروسي والأوكراني.
كما سيناقش الرئيسان اتفاق الحبوب، الذي توقف العمل به في 17 يوليو الماضي، بعد قرار الجانب الروسي وقف العمل به حتى يتم تنفيذ الجزء الروسي منه، وهو تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، أسوة بالأوكرانية.
ويأمل الجانب التركي في "إحداث اختراق كبير" في هذا الملف، من خلال التوصل إلى صيغة توافقية تقنع كل الأطراف يتمّ الإعلان عنها بعد لقاء بوتين وأردوغان اليوم، فيما يرى بعض المراقبين صعوبة كبيرة بإحداث اختراق فيه.
مصدر: أردوغان يريد الحصول على أوراق رابحة
وأفاد مصدر في الدوائر السياسية في أنقرة، في تصريحات لوكالة "تاس" قبل أيام، بأن فرص استئناف صفقة الحبوب بالشكل السابق ضئيلة للغاية.
وقال المصدر، إن "أردوغان يود الحصول على بعض الأوراق الرابحة من المفاوضات مع بوتين، والتي سيذهب بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتعزيز مواقفه، لكن من غير المرجح أن يتمكن من الحصول على ضمانات حقيقية من الجانب الروسي".
وأضاف أن "الوضع فيما يتعلق بصفقة الحبوب وصل إلى طريق مسدود. ومن الناحية النظرية، لكن قد تكون بعض المناقشات (بين الرئيسيين) حول استئناف الصفقة بشكل استثنائي لفترة قصيرة".
مؤشر على معالم اتفاق جديد
فيما يرى خبراء آخرون أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى موسكو قبل أيام من زيارة الرئيس التركي إلى سوتشي وعقده مفاوضات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تعد مؤشر إلى احتمال التوصل إلى اتفاق جديد.
ويرون وجود احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق فيما يتعلق بتصدير مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بتمويل من دولة قطر، والمبادرة عبارة عن مقترح روسي يهدف لإيصال الحبوب إلى تركيا لتتم معالجتها فيها، ثم إعادة إرسالها إلى عدة دول محتاجة.
وفي وقت سابق علقت روسيا تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بسبب تقاعس الغرب من تنفيذ الجزء الروسي منه. وتقول أنقرة، إن "المطالب الروسية محقة حيال ضرورة تطبيق الشق الروسي من الاتفاق.
فيما يتحدث كبار المسؤولين الأتراك عن أن العقوبات الغربية على روسيا، هي التي تعقد المشهد أمام استئناف تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، وتحمل أنقرة المسؤولية عن ذلك لواشنطن ولندن على وجه التحديد.
ملفات اقتصادية على طاولة المفاوضات بين بوتين وأردوغان
يتوقع أن يطال الجانب الاقتصادي المفاوضات بين الرئيسين، حيث يتوقع أن يبحث الجانبان مسار المحادثات بين الطرفين حول إنشاء مركز دولي لتوزيع الغاز في شمال غربي تركيا، وذلك وفقا للمقترح المقدم من الرئيس الروسي في وقت سابق.
كما يتوقع أن يبحث الجانبان مسألة إنشاء محطة طاقة نووية ثانية بشراكة تركية روسية، في منطقة تراكيا في الشمال التركي، وذلك على غرار محطة "آكويو" التي تقيمها روسيا في ولاية مرسين جنوبي تركيا.
وفي مجال الطاقة أيضا، سيبحث الجانبان إمكانية زيادة صادرات روسيا من الطاقة إلى تركيا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد فيه الحاجة للمزيد من الغاز لأغراض التدفئة والتصنيع.
ويتوقع أن يناقش الجانبان أيضا قطاع السياحة، إذ يشكل السياح الروس النسبة الأكبر من السياح الذين يصلون إلى تركيا، إضافة لبحث مجمل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين.
كما سيناقش الرئيسان الروسي والتركي تطورات الملف السوري، ومسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بوساطة روسية، وكذلك الخطوات القادمة المتوقعة في هذا الإطار.